يقوم الآف من المعلمين والمدرسين باداء واجب المراقبة في امتحانات الطلبة ويواجهون مشكلات وعقبات كثيرة، وبعضهم يشكو من الاجواء غير المناسبة ومن تحدي الطلبة لهم ومحاولاتهم الاخلال بالمهمة الموكلة اليهم، خصوصاً من قبل الطلبة الكسالى الذين يدخلون الى الامتحانات النهائية بغير استحقاقهم الدراسي. ان بعضاً من المعلمين يتعرضون للابتزاز اثناء محاولتهم ضبط القاعة الامتحانية وتوفير الاجواء الهادئة لاداء الطلبة لامتحاناتهم، عدا ذلك ان قسماً من الطلبة الذين يتخلفون عن اقرانهم في التحصيل العلمي واهتزاز الثقة بانفسهم نراهم دائماً يسألون المعلم او المدرسي عند الانتهاء من الاجابة هل كانت الاجابة صحيحة ام خاطئة؟ وبغض النظر عن تخصص المراقب ومعرفته بالمادة الى جانب ذلك يطلب قسم منهم من المراقب تغشيشهم والاجابة عن الاسئلة بدلاً عنهم. كثير من المراقبين يصمتون عن ذلك لا يتخذون الاجراء التربوي السليم في هكذا ظواهر، وذلك خوفاً ودفعاً للمشكلات التي قد تحدث فيما لو اعتبرت هذه المحاولات غشاً، بل وفي بعض الاحيان اذا زجرت مثل هذه الطلبات. فهذه القضايا تتعلق بالعملية التربوية التي لا تقتصر على التحصيل الدراسي للمواد في المدرسة، وانما على الاخلاق والمبادئ والتحلي بها وتشبع الطلبة بهما للدرجة التي يعتبرونها جزءاً من تكوينهم الانساني والاخلاقي. الواقع ان توسع هذه الظاهرة يعد انعكاساً لما آلت اليه التربية في المجتمع وتدهورها جراء الانحطاط في مختلف المجالات واللامبالاة في متابعة الابناء. ان العملية التربوية تقتضي ان تكون شاملة لكل الجوانب ومثلما يقوم القائمون عليها برفع المستوى العلمي هم ايضا معنيون على التربية بالاخلاق الحميدة وتحريم الغش والتجاوز على التعليمات واحترام الذين يؤدون واجباتهم باخلاص من المراقبين والمشرفين على الامتحانات ان هذه الطلبات تمثل تعدياً على حقوق الاخرين وتسهل عملية الانحراف عن الطريق القويم في المستقبل، ومن هنا على الاسر الانتباه الى ابنائها الذين يؤدون الامتحانات ومنعهم من الغش وبيان مساوىء التي وان كان فيها، فائدة آنية لكنها فيما بعد تشكل سبباً رئيساً في فشل ابنائهم وضياع مستقبلهم. كما ان التشديد بتطبيق القانون وحماية المعلمين والمدرسين من الاعتداءات في حالات منع الغش ومحاسبة مقترفيه ضرورة تقتضيها العملية التربوية الناجحة والسليمة للحفاظ على مستقبل الطلبة وتربيتهم تربية صالحة في المجتمع.
|