خراميش أظافركم

القط هو من يخرمش بأظافره ، والخراميش من بعض عراك طفولتنا ، ويحاول بعض من لديه أظافر طويلة أن يخبئها عن المعلم المراقب في الاصطفاف الصباحي .

ربما لانه يظن انها سيفه أمام من يتحرش به ويريد ان يسرق منه لقمة الخبز والتمر أو صول ( الجعاب ) الذي يعتز به ، وبعض التلاميذ كان يدافع بأظافره عن جيبه يوم يريد الطفل الاطول منه ( الاملح ) ان يسرق منه صورة الممثل الهندي شامي كابور.

لقد كانت الخراميش بعض اسلحة طفولتنا وتذكير بأنها الوسيلة الوحيدة التي تشعرنا بردة فعل القط .

وكنا ندرك أن بعض من اشباه القطط ومن فصيلتها كالنمر والكرطة لديهم اظافر قوية ولكنهم لايخرمشون بها ، بل هي اشد فتكا ، انها تمزق وتصنع الجروح العميقة وتقتل .

لهذا فالنمور لاتخرمش بل انها تعتبر الخراميش رد فعل مسكين وجبان ولايحسن اي شيء ، ولم يعيد الحق الى صاحبه كاملاً، وفي النهاية تعتقد النمور ان طقس الخراميش هو طقس من يريد ان يمزق حياء الاخر ويخرمشنا بغدره وطبعه المشين ، وعليه كان البعض يعتقد ان الخراميش التي على وجهه اتت اليه من اظافر غادرة لم تحسن المواجهة.

في عالمنا اليوم اصحاب الاظافر ( الخرمشية ــ الحبربشية ) والذين لايحسنوا سوى الخراميش كثروا وتسلطوا على عالمنا ، بل خبطوا صفاء الماء في اواني حياتنا وصاروا يخرمشون في ضمائرنا ويومنا وهدوئنا وثقافتنا وحريتنا ورزقنا أيضاً.

وهم مثل ماركات السلع الصينية انواع لاتحصى .

ساسة يخرمشون

نواب يخرمشون

وزراء يخرمشون

محافظون يخرمشون

اعضاء مجالس يخرمشون

داعشيون يخرمشون

مليشيات تخرمش

شرطة تخرمش ..

تجار جشعون يخرمشون

موظفون مرتشون يخرمشون

ولكن هذا لايعني ان هناك من هم في مثل تلك المستويات الوظيفية والاجتماعية من هو طيب ولااظافر لديه ويحرص جدا من موقعه نائبا كان او وزيرا او محافظا او عضو مجلس محافظة ان يخدم اهله وناسه دون ان يترك اثرا من الخراميش على الوجوه والارواح...

ولأولئك ارفع تحية الاصابع النظيفة ..

اما لأصحاب ( خراميش اظافركم )فأني أقول : البياض هو ما يتبقى .

داعش ستذهب الى مزابل الهزيمة . واللصوص الى عنابر السجون . والذين يتاجرون بأحلامنا زيفا ستفضحهم ملاهي ازمير ودول الجوار.

ما يتبقى هو القط المسكين الذي لايملك سوى أظافره ليدافع بها بخراميش بريئة وليس مثل تلك التي تسرق فيها نصف موازنة البلاد.