للبيع او للإيجار.. بصراحة شديدة اقول

 

 الأمر لفتَ نظري كثيرا ، وتداعت الاسئلة الى ذهني دون ان اجد جوابا مقنعا … ترى ما هي اسباب ظاهرة الاعلانات المكثفة في وسائل  الإعلام والتواصل الاجتماعي  حاليا عن (بيع وايجار) البيوت والشقق والاراضي في بغداد والمحافظات … لقد وصل الحال الى وجود اكثر من لافتة في الشارع الواحد عن بيع عقار ، وربما في زقاق  من محلات بغداد والمحافظات ، تجد عشرات من البيوت والشقق حديثة التشييد او قديمة البناء ، يعلن اصحابها عن بيعها ..الى جانب استفحال ظاهرة عمارات متعددة الطوابق ، فارغة تبحث عن مستأجرين !

 ترى ما هي اسباب انتشار هذه الظاهرة ، لاسيما في المدة الاخيرة ؟ بصراحة لم اجد جوابا كما ذكرتُ !

 هناك من يعزو السبب، هو استشراء ظاهرة تجزئة البيوت ذات المساحات الكبيرة والمتوسطة، الى مساكن صغيرة مساحتها بين (40 م الى 50 م) مما شوه التصاميم الاساسية للعاصمة والمحافظات ، واصبحت مثل  “اعشاش ”  لا تصلح للسكن إلاّ لشخص واحد ، فيما هي تضم عائلة من عدة اشخاص ..

 

 وآخرون يؤكدون، ان اصحاب البيوت والعمارات  التي يعلنون بيعها، يهدفون الى تصفية أملاكهم العقارية، بغية السفر والاستقرار خارج الوطن بحثا عن الامن والأمان ..

 

وغيرهم ، يعزون الاسباب الى غير هذا وذاك … فتراهم يدورون في فلك سراب الرؤية وضبابية التفكير.. وهم من حديثي المال والنعمة !

 

بيوت وعمارات للبيع ، مقابل بيوت وعمارات تعرضت وتتعرض الى التدمير والهدم نتيجة اعمال العنف والتفجيرات  في بغداد والمحافظات ، واصحابها  يبحثون عن مأوى ، وسكن بدل  افتراش الارض والتحاف السماء في خيم ممزقة ومجمعات تنتشر هنا وهناك، دون رعاية مجتمعية.

 

هذا الموضوع ، ينبغي ان تتسع  مساحة  التمعن فيه ، وهو أمر ممكن دراسته والبت بتداعياته، ووضع الحلول له، ولا اظن ان فيه استحالة، لكنه يحتاج إلى أمرين : المداومة في العطاء والاستمرار في تذكر الهدف المنشود .. وهو هدف انساني، تبيل … فليس اصعب على المرء، من ان يكون غريباً داخل وطنه، وربما داخل بيته او داخل نفسه !!