بين المطرقة والسندان

 

 ليس من الغريب أن يستنزف العراق الالاف بل الملايين من الشباب الذي نعتمد عليه في بناء اسس الوطن ونعتبره بصيص الامل الوحيد لبناء ما دمرته الايادي الخبيثة. ولانستغرب النزيف الهائل للأختصاصات العلمية والثقافية والادبية ومنها الاطباء والمحامون ورجال القضاء والمفكرون….الخ .

 فالتهجير وانعدام الامن وسوء الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية هي العامل الاساسي في اقصائهم والسياسي العراقي هو المسبب الاول في خلق هذه الظروف.

فالمواطن العراقي عليه أن يتحمل عواقب الظروف الامنية السيئة والصراعات السياسية المسببة لهذه الظروف وسوء الاوضاع الاقتصادية التي بدت واضحة على السوق العراقي بينما الدينار العراقي في هبوط متواصل امام الدولار الامريكي ،اضافة الى الامراض السارية والمميتة والتي أصبحت تلتهم المعدم والضعيف من ابناء هذا الشعب.

ومما زاد الطين بله الاخبار التي نسمعها كل يوم حول انهيار سد الموصل وما سيحدث للمدن والقرى العراقية من الموصل وحتى الى شاء وحمى الله منه ، ولا نعلم ان كانت حقيقية أم شائعات اراد السياسيون من خلالها ادخال الشعب في دوامة جديدة ودسهم في حفرة القلق والخوف، وفي كلتي الحالتين طامة كبرى.

فالمواطن العراقي اصبح اليوم يدور بدوامات الما لا نهاية بعد ان زج بين المطرقة والسندان .وعندما اقول المواطن العراقي فأنا لا  أقصد المترفين من الشعب والمتخومين باموال السرقات والرشا والذين لم يجدوا من يحاسبهم او حتى يسألهم (من أين لك هذا) وانما أقصد الطبقات المتوسطة والفقيرة و المعدمة من ابناء الشعب ، والذين اصبحت الحياة بالنسبة اليهم اصعب من حياة الشعوب في الدول الفقيرة بينما نجد ساستنا الافاضل الذين زحفنا مشيا على الاقدام لانتخابهم يتصارعون في حلبة مجلس البرلمان العراقي الموقر وكل منهم يسحب النار الى رغيفه ، ليعدونا بمواعيد عرقوب في تغيير الوزارات والمسؤولين اسكاتا لجماهير ساحة الاعتصام .والخوف كل الخوف من ان يكون التغيير الموعود هو استبدال الطرة بالكتبة لنفس العملة أو كما كان يقول آباؤنا بالمثل السائد يستبدلون حسين بحمادي لنجد أن الوجوه تغيرت ولكن اللصوص مايزالون يعششون في المكان. وينخرون اساسات الدولة.