الصورتان الاولى عبد الرضا الصخني وعبد الاله الصائغ والصورة الثانية السيد افضل الشامي بين الصخني والصائغ مدينة النجف 1964 ثمة القاص موفق خضر والدكتور زهير غازي زا هد وعبد الاله الصائغ وجاسم الحجاج وزهير الجزائري وموسى كريدي وحميد المطبعي وعبد الامير معلة ! فينا الشيوعي وفينا البعثي وفينا المستقل ! كنا نطلق على انفسنا جماعة الحداثة نلتقي في مقهى ابو البسامير في شارع الخورنق واحيانا في قصر فاضل الرادود بين النجف القديمة والنجف الجديدة قررنا كشباب متحمس تشكيل ندوة ادبية تشاكس او تقابل جمعية الرابطة الادبية العريقة في النجف التي تشجع القدامة ولكنها لا تعادي الحداثة ! واسمينا تجمعنا ندوة الآداب والفنون المعاصرة ومن عجب كان السيد مصطفى جمال الدين ، وهو رئيس الرابطة الأدبية آنذاك ، يشارك في أمسيات ندوة الاداب والفنون المعاصرة ويشجعنا على مواصلة نشاطنا وقد انهت الندوة نشاطها عام 1966 وكانت تزورنا شخصيات مهمة من بغداد باسم حمودي ويوسف الحيدري وحميد سعيد سامي مهدي وفوزي كريم ومن كربلاء محمد علي الخفاجي وشاكر البدري وصاحب الشاهر وعبد الرضا الصخني وفود من الحلة البصرة كركوك لكن الوحيد الذي لبث معنا حتى صار كواحد منا هو الشاعر عبد الرضا الصخني فكان لايفارقنا كما لو انه يسكن في النجف بينا سكنه في كربلاء ! فهواصغرنا سنا (من مواليد 19 نوفمبر 1947) ! لكن عبد الرضا الصخني كان موهبة شعرية مبكرة فاذا قرأ امامنا شعرا اصغينا اليه بكل جوارحنا! أتذكر ان عبد الرضا الصختي قرأ قصيدة جميلة بحيث ان الاستاذ حميد المطبعي والاستاذ موسى كريدي طلبا منه القصيدة احفظ بيتين منها فقط حتى الآن : سالَ الضياءُ وأنت منطفيْ وعلى خطوطك يلتوي الظمأُ اعطيت روحي كيف تنكرني فمتى يفيق ضميرك الصديءُ ! لكن عبد الرضا الصخني لم يكن جادا مع الشعر فهو لايرى موهبته كما كنا نراها ؟ ! والغريب ان الصخني لم يكن ينشر في صحافة العراق المرموقة وقتذاك !! غاب الصخني وغابت كل اخباره عنا ! نحن اعضاء الندوة لم ننسه لكنه كما علمت منه في اللقاء الأخير بعد نصف قرن ( الاحد 29 مايس 2016 ) غادر العراق الى الكويت 1971 فاقام فيها ووجد عملا واصدقاء لكنه ربما لم ينشر في اية مجلة او صحيفة كويتية وهناك ربطته صداقة برائدة الشعر الحر الاستاذة نازك الملائكة فشجعته واحبت شعره وقال لي ان نازك الملائكة كتبت بخط يدها عبارات اعجاب على واحدة من قصائده ! وتذكر موسوعة شعراء كربلاء ان لديه مجموعة شعرية اسمها خواطر انقل عن الموسوعة ما يلي ( عبد الرضا الصخني شاعر له نظم رائق جزل اللفظ ، منسجم الاسلوب يسعى لتجديد أساليب الشعر واخيلته . تصور قوة شاعريته . اصدر مجموعة شعرية باسم (خواطر) . ولم نعد نسمع له شعرا في الآونة الاخيرة ) كانت كربلاء تمور بالشعراء لكن عبد الرضا الصخني زاهد بالجمهور زاهد بالشهرة ! عايش الصخني الشاعر صاحب الشاهر ومحمد علي الخفاجي والشاعر علي الفتال والشاعر شاكر البديري والقائمة طويلة جدا بمبدعي كربلاء لكن عبد الرضا الصخني لم يفكر بمنافسة هؤلاء ولم يفكر بخلق نجومية شعرية بل غادر العراق برمته عام 1971 كما ذكرنا !! اشارة --------------------------------------------------- الاستاذ افضل الشامي مغترب عراقي في امريكا وهو ناشط حسن المعاشرة عذب المنطق لايكاد اي مغترب عراقي يجهله فهو اجتماعي بسجيته ! ويحضر جل مناسبات الجالية ورغم كونه من قيادات الاسلامية بيد انه لم يترك عمله بشركة السيارات في امريكا ! وقد وقف معي في محنتي 2006 يوم اصبت بالشلل وقررت لي عملية فورية وكان مكلفا من لدو دولة ابراهيم الجعفري رئيس وزراء العراق عهد ذاك بمتابعة وضعي الصحي ونهض بالمهمة على افضل ما يكون ! اليوم في العاشرة صباحا الاحد 29 مايس 2016 رن جرس التلفون وكنت نائما بسبب المرض لكنني حين وجدت اسم افضل الشامي رفعت السماعة : الصائغ / اهلا سيد افضل الشامي جميل ان يوقظني صوتك الشامي / اليوم اجلب لك هدية ستفرح بها كثيرا ! ادري انك مريض ! امر بك السادسة مساء فإن استطعت رفقتنا الى مكان هاديء فأنت وما تقرره . وفي السادسة تماما مر افضل الشامي بي في حيث اقيم ! ويا لهول المفاجأة كان معه الصديق الذي لم اره منذ 54 عاما بتمامها ! كان معه الشاعر الجميل بل الصديق المهذب عبد الرضا الصخني صافحت افضل الشامي شاكرا له المفاجأة المفرحة ثم تعانقنا الصخني والصائغ ونسيت مرضي ورافقتهما الى منتجع تيم هورتن فتجاهلت اوجاعي والحكماء يقولون الفرح دواء ايضا ! فرحنا ببعضنا واستعدنا ذكرياتنا ناسين الشيخوخة مضى الوقت سريعا بعدها اوصلاني الى موضع سكني وودعاني. نموذج من شعر عبد الرضا الصخني : قصيدة ( إنتِ ) كتبها 1975 بكِ أبدأُ لا انتهي بسواك ْ أنتِ ضوئي وظلي أنتِ حبي وحزني المسلّي ويداكِ يداي خطوة منكِ عني بعيدا وتبدو الفصول كلها عاريه مثل اشجار قلبي التي تأكل النار اوراقها الذاويه اني اجهلُ اللغةَ الآن ماذا أقول ايها المتبسمُ للمحنةِ العاتيه بين قلبك وقلبي ليس لي ان أغنيك فالريح تسرقُ صوتي وتعطيه للمدن النائيه ويسمعني حرسُ الليل يقتلني بعضهم ويحاورني بعضهم ايها المتجسد حريةً وحقيقه أنت في اللحظة الآن في السنوات التي رحلت في الزمان الذي لم يجيءْ بعد في تيه كل العصور أهي نارك ام جنة خاويه ام عواصف محمومة ام بحار تفور تقرع الحائطَ المتداعي وترعبني حينما يهبط الليل تنساب بين مساماته ردَّ لي وردة الانتظار القديمه وتعال إليَّ إذا داهم الهم روحي سأغنيك في المرة الثانيه فعلى شفتيَّ الينابيعُ والموجة الصافيه . إ . هـ ورحم الله من قال : وقد يجمع الله الشتيتين بعدما يظنان كل الظن ان لا تلاقيا
|