هل نجحت كذبة نيسان في خداع الناخب العراقي؟؟

 

اعلن مسؤول رفيع المستوى في وزارة الداخلية , مساء يوم الجمعة , بلهجة المنتصر , بان القوى الامنية والعسكرية , القت القبض على ( عزت الدوري ) الرجل الثاني ابان حكم صدام حسين , وفي صباح اليوم التالي , يوم السبت , يوم انطلاق العملية الانتخابية . صرح مصدر مسؤول في وزارة الداخلية , بان القوات الامنية والعسكرية مازالت تحاصر وتطارد وتداهم وتفتش اماكن تواجد عزت الدوري . واضافت في بيان طويل ( بان عزت الدوري , ارتكب جرم مشهود طال الابرياء من ابناء شعبنا الكريم في حقبتين : اولها ابان النظام البعث المقبور , وثانيهما في مرحلة ما بعد سقوط النظام البائد .. مشيرة الى انه كان له الدور الكبير في العمليات الارهابية , والتحريض على القتل وزع الفنة الطائفية بين ابناء الشعب الموحد ) وخلال ساعات التصويت الناخبين , اشار وزير الدفاع وكالة ( سعدون الدليمي ) ان ( محاولات القوات الامنية مستمرة لغاية اللحظة للقبض على الامين العام لحزب البعث المحضور عزت الدوري ) . وفي المساء حين اغلقت صناديق الاقتراع , وانتهت عملية التصويت , صرح وزير الدفاع بالوكالة , تصريح تشم منه رائحة الخداع والكذب , حيث نفى فيه خبر اعتقال نائب رئيس النظام السابق عزت الدوري , جملة وتفصيلا , وقال ( لم نعتقل حتى الان عزت الدوري , وماروج عن ذلك غير صحيح , وعار عن الحقيقة ),واضاف وهو يلملم بقايا اذيال الكذب والخداع والضحك على ذقون الناخبين , ( باننا لا زلنا نبحث عن الهدف ).. لقد وقع خبر اعتقال عزت الدوري كالصاعقة على مواقع الاخبار ووكالات الانباء المحلية والعربية , ومعها شبكات التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية العراقية والعربية , واعتبر ضربة قاصمة ضد الارهاب وانجاز مرموق وكبير للجهات الامنية العراقية والى القائد العام للقوات المسلحة , ورئيس الوزراء , واعتبر صيد ثمين وافضل هدية تقدمها حكومة السيد المالكي , الى الناخب العراقي , لكن كان حقيقة الامر انكشف عن خبر الاعتقال كاذب ومخادع وفقاعة اعلامية من طراز الثقيل , هدفها خداع الناخب والتلاعب في خياراته ومزاجه الانتخابي بالاحتيال والتحايل , ببث اشاعات كاذبة , المقصود منها التلاعب في وعي الناخب العراقي , ويعتبرفبركة هذا الخبر تحايل مفضوح على قرار الصمت الاعلامي للانتخابات , ومخالف بشكل صارخ الى تعليمات وقرارات المفوضية العليا للانتخابات وخرق مفضوح الى القانون الانتخابي . ويطعن في نزاهة وشفافية الممارسة الديموقراطية , وخاصة وان الملف الامني يقلق المواطن العراقي , ويعتبره المعضلة الاولى والرئيسة , بسبب الاخفاقات المتكررة , وتصاعد العنف والارهاب الذي يحصد الابرياء بشكل مستمر , نتيجة العجز والفشل والتواطئ المريب , لذا كان صنع الخبر المزيف يصب لصالح قائمة دولة القانون وكيانها السياسي المشارك في هذه الانتخابات , حيث سيحصد المنافع والمكاسب الانتخابية بشكل كبير وواسع , ويمثل احدى الحيل والافتراءات الكبيرة , التي تضرب عصفورين بحجر واحد , وهذا الخرق والتجاوز يصيب في الصميم مصداقية المفوضية العليا للانتخابا ت , التي تعهدت امام الشعب بانها ستكون بمستوى المسؤولية والطموح , في اجراء انتخابات نزيهة وشفافية , وتقف بالمرصاد من يخرق تعليماتها وقراراتها وستنزل العقاب الصارم بحق المخالفين . ان المفوضية العليا للانتخابات , يجب ان تثبت مسؤوليتها الوطنية والاخلاقية والمهنية , وتتصدى بحزم امام هذا التجاوز والخرق الخطير , وان تثبت بانها فعلا مستقلة تعمل بحيادية تامة وخارجة عن التأثيرات السياسية والحزبية , وعلى القوائم والكيانات الاخرى التي دخلت معركة خاسرة وغير نزيهة , اذ اصابها بشكل قاتل وسائل واساليب الدجل والخداع وبث الاخبار المزيفة التي تتلاعب في اختياراته الانتخابية , ان تعلن موقفها ازاء التزوير والخداع المعد سلفا , قبل فتح صناديق الاقتراع , وقبل البدأ بالمعركة الانتخابية.