غلاء الأسعار بمستوى غلاء رمضان

 

 رمضان .. شهر الطاعات وفرصة المغفرة والمسامحة واعادة النظر بالسلوكيات والتصرفات المتقاطعة مع نهج الاسلام القويم وفيه تتجلى عناوين الصبر والابتعاد عن كل ما يغضب الرب الرحيم كما ان التراحم صورة اخرى تنتشر بين افراد المجتمع الواحد الموحد ويفشى السلام والتوادد وياخذ فقيرنا حصته من الدعم والرعاية المادية والمعنوية من خلال التذكير بهؤلاء وتقديم المال والدعم لهم بشكل ملابس او طعام او زكاة فطرة فتعم حالة لم نجدها في اوقات سابقة او لاحقة من السنة …

هذه النوايا والممارسات الخيرة تحكمها اخلاقيات الايمان بالله سبحانه وبرسله واليوم الاخر ويسير على وفقها المتقون الصالحون .. ولكن بالضد من هؤلاء تبرز زمر مصلحية لاشخاصها وتسعى للاضرار بالاخرين وابتزازهم تحت ذريعة ان التاجر صائم وتكبد معاناة السفر لتأمين البضائع والسلع والفواكه والخضر ا وان السائقين لعجلات النقل التجاري يطلبون مبالغ كبيرة مقابل تقديم الخدمة .. او .. او .. او .. فيزيدوا من اقيام المواد المباعة للمواطن البسيط من ذوي الدخل المحدود حتى ان من الطريف ان احد اصحاب المولدات الاهلية زاد من سعر الامبير وقلل ساعات التشغيل بحجة شهر رمضان ولا ادري هل ان المولدة صائمة ؟!!

علينا ابتداء ان نعود باخلاقنا وتصرفاتنا الى ميزان العدالة الانسانية وان نتمعن برسالة الاسلام ونخشى يوم القيامة حيث الحساب وللرقابة الشعبية والحكومية اليد الطولى لايقاف هؤلاء عند حدهم بسلطة القانون واليوم احوج ما نكون الى قبضة حديدية من الامن الاقتصادي ولاسيما بان الشهر الفضيل قائم وايام مناسبة عيد الفطر المبارك على الابواب…

ايها الصائم الجليل لقد كانت مقدمتي للموضوع مستفيضة وواسعة ولكن واقع الحال اني لم اقصد بائع السلعة لوحده بالرغم من عظم مسؤوليته بل قصدت اشارة باصبع الاتهام الى الحيتان التي تدير الاقتصاد العراقي وحيد الجانب والزعامات المتنفذة التي تملك حق الاستيراد ويعود لها سبب تاخر الزراعة والصناعة والتصدير في العراق .. تلك الحيتان المسنودة من اشخاص لا ظهور لهم على الصورة وانما في الواجهة صغار التجار والوسطاء …

علينا ان نملك ارادتنا ومصائرنا بانفسنا وان نكون فعلا” مصدر السلطات شــــــعب مجاهد على جبهات القتال ضد الدواعش وحواضنهم وايضا” ان نكون في جبهة مقاتلة ضد من يتحكم بقوتنا وجبهة ثالثة لاعــــــادة الامور الى نصابها بطرد البرلمانيـــــين والحكوميين الذين لم يقدموا للمواطن اي شيء حتى الامان مفقود وكانوا وما زالوا السارقين لخيرات العراق والموقفين لحركة تقدمه على الصعد كافة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا” ..

فبالتكاتف ورص الصفوف تكون كالبنيان المرصوص تتحكم تحت اقدامنا ارادات الشر وينتهي الفساد الاداري والمالي والاخلاقي الى غير رجعة ..

نحن نعيش مرحلة تحول كبيرة لم نعشها من قبل حيث ازداد الوعي الجماهيري وكبرت درايته بما يحدث من استنزاف لثرواته على يد سارقين هم بالحقيقة اعداء للشعب وليسوا منقذين له وهم من اتفق مع شياطين الارض لتحطيم العراق القوي المؤمن برجاله ومقاماته العالية وشجاعته التي لا مثيل لها ..