رمضان ومائدة القرآن |
تبادل التهاني بقدوم شهر رمضان الكريم تقليد جميل ، سهل من إنتشاره أكثر الهاتف النقال ، والأنترنيت ، وبما توفر من وسائل أخرى للتواصل بين الناس بمختلف درجات العلاقة ... وخلال الايام القليلة الماضية تبادلنا رسائل جميلة واتصالات هاتفية مع أصدقاء وأقارب في هذه المناسبة الكريمة ، بعضها حمل مشاعروأماني ، وأخرى تضمنت حكما وفوائد أثارت واحدة منها انتباهي ، وتعد قاعدة ثابتة في الحياة تتعلق بالقرآن وأهمية الالتزام به ، لانه ( يهدي للتي هي أقوم ) ... ففي هذا الشهر الكريم نتواصل أكثر مع القرآن ... ويفترض أن تكون قراءة القرآن ، ليس لأجل القراءة فقط ، بل أن نزداد مع كل ( ختمة ) أو قراءة فهما وتدبرا وتطبيقا له في الحياة ـ لانه كتاب الله وفيه احكام دينه الحنيف ... وفي هذا المعنى يقول الامام علي إبن أبي طالب عليه السلام ( يا حملة القرآن ، إعملوا به فإن العالم من عمل بما علم ، ووافق عمله علمه ..) .. ولذلك ينغي أن يظهر القرآن في عمل وحديث المؤمن .. فالعبرة ليست في ( أين وصلت في قراءة القرآن أو حفظه ) ، فما أسهلها على الذاكرة ... وإنما الحكمة في ( أين وصل القرآن فيك ) وكم أرتقى بك ... أي في السلوك والتصرف والالتزام باوامر الله ونواهيه وأحكام دينه ... وهنا يكمن الفرق بين ذاكرة الانسان وذاكرة الحاسوب .. فبدون العمل تكون مهمة الذاكرة الخزن فقط ... و كذلك العبرة في التوبة ، فليس أن تكون مقتصرة على شهر فقط ، والمعصية ( جائزة ) في الاشهر الاخرى ، بل يجب أن تستمر في الحياة كلها ، وليس في شهر واحد فقط .. تلك هي قيمة مأدبة الله سبحانه وتعالى - كتابه الكريم ، التي يجد فيها المؤمن ما لذ وطاب من النعم والأداب والاحكام ، لكي يعمل بمقتضاها .. |