يروح جلب اسود، ويجي جلب اسود |
خرج صباحا من داره يحمل هوية الاحوال المدنية يقدم خطوة ويؤخر اخرى، وهو يسأل نفسه لماذا هذا العناء؟ ولماذا الانتخابات اصلا، ويعود ليجيب انها الديمقراطية، ويعود الى السؤال ثانية اية ديمقراطية؟ لقد انتشرت الفوضى بشكل مريع حتى ليخيل اليك ان الحياة صارت مستحيلة في العراق، ارتطم بشدة في الحاجز الذي وضعته القوات الامنية، واذا باحد افراد القوة الامنية المكلفة بحراسة المركز الانتخابي يصرخ به: ( اشبيك حجي متشوف) فرد عليه بحسرة : ( لايابه اشوف، بس ديمقراطيتكم عمت حتى اعيونه)، وعاد بذكرياته الى الخلف الى الشرطي الذي عبر الشارع في زمن النظام السابق، وهو يسير خلفه ، فأحدث الشرطي صوتا من مؤخرته، والتفت سريعا ليرى من سمعه، وعندما شاهد صاحبنا قد سمعه صرخ بصوت لايسمعه الا هما الاثنان: ( خرب عرضك صدام، خليتنه نمشي ونضر......)، واسى نفسه بتذكر هذه الحكاية واعتذر من الشرطي ومسح الحاجز ولعن الديمقراطية ثم اكمل مشواره، لم يكن صدام قد زين للشرطي الذي عبر الشارع الا يسيطر على حواسه، ولم تكن الديمقراطية هي الاخرى سببا مقنعا لعدم الرؤيا، ولكن عين السخط تبدي المساويا كما يقول الشاعر، لم يكن سجينا سياسيا ولا كان من ذوي المعدومين، ربما كان جنديا في يوم ما ودافع عن وطنه في حرب ايران، ولذا لم تحتسب خدمته لغرض التقاعد او الترفيع، ليتقدمه الكثيرون وليتسلموا اضعاف مرتبه الخاوي، ردد مع نفسه كثيرا كنت احب العراق واخجل ان اهرب من الجيش، وكنت اخشى على امي ، ومع هذا فأنا اصلى بنار تلك الحرب وخطر في باله بيتا للشعر قاله الحارث بن عباد في حرب البسوس حين قتلوا ابنه: |