الشعب المصري وخصوصا قادة وصناع الرأي يضعون عدة مؤسسات كخط احمر لايجوز لاحد الاقتراب منه او الاعتداء عليه ، ومن هذه الخطوط الجيش والمخابرات العامة والقضاء ، هذه المؤسسات وغيرها لم تكن يوما ملكا لسلطة او سلطان بل هي ملك للشعب والدولة ، ويمتد عمر هذه المؤسسات ما امتد عمر الدولة ، ولحذاقة الامريكان وتنفيذا لاجندتهم سارع ساسة الحماقة والغباء في عراقنا الحبيب لالغاء جميع المؤسسات بدلا من تطهيرها والركون الى حرفيتها وخبرتها الممتد منذ تأسيس الدولبة العراقية ، وعلى العموم لا توجد اليوم في العراق مؤسسة يعتد بها او نجد فيها املا كمؤسسة لدولتنا الشبحية الا الجيش ، هذا الجيش وعلى الرغم مما يعانيه من خلل وفساد وتضعضع الا انه الوحيد الذي يمكن الركون اليه كقاعدة اساسية في بناء الدولة ومؤسساتها ، ولكن لايعني هذا ان لانطالب باصلاح الجيش لنفسه وتطهيرها من الفساد والخروقات... في الطرف الاخر وسواء اتفقنا ام لم نتفق مع المظاهرات والاعتصامات الا ان المعتصمين والمتظاهرين يعبرون عن ارادة ورأي يتيح لهم النظام الديمقراطي والدستور ذلك ، ولكن ان يخرج المتظاهرون والمعتصمون من خيمة الدستور والقانون فهذا لايمكن لنا ان نقف معه او ان نتغاضى عنه ، والحادثة المفجعة بهجوم بعض المعتصمين في الحويجة على نقطة تفتيش عسكرية ليستشهد جندي وجرح ضابط لابد ان تدق تاقوس الخطر لتحرك كل حريص على العراق ان يطالب وبشدة معاقبة المهاجمين وبصورة تكفل هيبة الجيش واحترامه... وهنا لم ننطلق من تأييدنا للطبقة السياسية او للمالكي وغيره من ساسة الفشل والخراب ، بل لم ننطلق من موقف سياسي البتة وانما انطلقنا من موقف وطني يسعى جاهدا ان يرى العراق متمتعا بمؤسسات قوية ومحترمة ولاسيما الجيش والقوى الامنية التي يجب ان تكون هيبتها فوق كل موقف سياسي..... وعليه نطالب المعتصمين في الحويجة بتسليم المندسين الذين تجاوزوا على الدم العراقي وعلى القانون وعلى هيبة الجيش العراقي ، وكما نطالب جميع المعتصمين بعدم الخروج على القانون والمصلحة الوطنية سواء في شعاراتهم او مواقفهم او حراكهم لعلهم بذلك يكسبون تعاطفا من الشعب العراقي.... ونطالب الجيش برد حازم وحاسم ووفق القانون يحفظ للجيش هيبته واحترامه على كل من تلطخت يده بدماء جنودنا البواسل وابناء شعبنا الكريم...
|