صدقوني ، تفجيرات بغداد الجديدة لن تكون الاخيرة كما لم تكن تفجيرات مريدي ولا الحبيبية ولا الشعب ولا الحسينية، والشهداء والجرحى ماهم سوى ارقام ينقلهم المتحدث الرسمي باسم عمليات بغداد. لنطرح السؤال بالخط العريض مالفائدة من قيادة عمليات بغداد؟ اذا كانت غير قادرة على حفظ الامن في بغداد واذا كانت العصابات الداعشية قادرة على الوصول إلى اي نقطة تريد استهدافها؟ لماذا لايفكر القائد العام للقوات المسلحة بعملية جراحية لهذه القيادة التي تعاني من عيوب التأسيس ومن مشاكل مالية وقيادية وإدارية وعسكرية وأمنية لاتعد ولاتحصى ولاتحكى!السياسية الامنية في بغداد عجوز كهول فاهية الطعم والمذاق وقيادة عمليات بغداد مثل هاتف "الطابوكة " فهل يمكن ان يستخدم هذا الهاتف في تصفح الفيسبوك ومراسلة الواتساب والفايبر والتغريد على توتير بالتأكيد لايمكن بل ان ذلك لايحدث حتى في المعجزات. قيادة عمليات بغداد لاتحدث نفسها وهي غير قادة لتطوير نتاجها الامني وماتزال تعمل بخطط أمنية مكشوفة أكلها الدهر وشربها يمكن تخليصها بقطع الشوارع وبنصب نقاط تفتيش ثابتة والتحرك مثل السلحفاة في تعقب المجاميع الاجرامية ويعود ذلك الى حجم الفساد الذي ينخر المؤسسة الامنية وظاهرة بيع المناصب الامنية التي على مايبدو أن رئيس الوزراء حيدر العبادي فشل في الحد من الفساد المنخور في هذه المؤسسة. عمل قيادة عمليات بغداد "العجوز" يحتاج إلى عملية جراحية كبيرة تقتضي باحالة الضباط الفاسدين إلى القضاء العراقي وعدم المجاملة واجراء تغيرات محورية في حرب الشوارع مع داعش من خلال العمل على خطة عالية المستوى لاختراق المجاميع الارهابية وبدء عمليات واسعة لاعتقال الحواضن الداعشية في بغداد والتشجيع على الامن الشعبي بمعنى اشراك المواطنين في تسريب معلومات عن المجاميع الارهابية والحالات المشتبه بها.تعتمد الان قيادة عمليات بغداد سياسية صفرية في ضبط الامن وتنتهج نهجاً تقليديا في انتشار القوات حتى ان القادم إلى بغداد يتخيل أنه دخل إلى ثكنة عسكرية وليست إلى عاصمة العراق وهذا يعود إلى ان العسكر لايمكن لهم أن يضبطوا المدن الا بعقلية عسكرية وطريقة انتشار الجبهات. لاتحتاج العاصمة بغداد إلى 100 ألف جندي ينتشرون في شوارعها ومئات نقاط التفتيش وعشرات السيارات العسكرية واعلام يجمل التفجيرات!تحتاج بغداد باختصار إلى جهد استخباري وامني وتفعيل نظام الامن التقني وانتشار عناصر مدنية في الاسواق والدور والكراجات والشركات ودوائر الدولة والجوامع وتتحول قيادة عمليات بغداد إلى قيادة معلومات بغداد معتمدة وسائل حديثة في الكشف عن المجرمين والمفخخين والحواضن وبالتأكيد لايأتي ذلك من مشروع الفساد الكبير الذي يسمى "صقر بغداد " وهي محاولة نهارية لسرقة المواطنين تشترك فيها محافظة بغداد،ففي الدولة التي تحترم نفسها تمويل المشاريع الامنية مسؤولية الحكومة وليس من شأن المواطن أن يشترك في توفير اجهزة من جيبه ولكن حق الدولة على المواطن أن يوفر لها المعلومة . ان استهداف المدنين المتكرر بحسب مزاج عصابات داعش الارهابية يعطي انذارا خطيرا ان بغداد لايمكن السيطرة عليها من خلال العسكر والياته بل من خلال تغيير خارطة اللعب مع عصابات داعش الارهابية والانشغال على عنصر التحفيز الاستخباري الذي يحد من العثور على السيارات المفخخة قبل انفجارها. محاولات قيادة عمليات بغداد للتنصل من التفجيرات والاكتفاء بذكر اعداد الشهداء يعطي حافزا اما بتطويرها وتغيير قيادتها وخططها الامنية او بألغاءها والعمل على ايجاد بديل استخباري اكثر خبرة في مطاردة العصابات الداعشية الارهابية من دون ذلك سيأتينا الموت المفخخ يزورنا واحدا تلو الاخر وستبقى قيادة عمليات بغداد حرة آبية!.
|