كل البشر أشرار منبوذين..

 

لقد كان أبانا ادم معاقبا مطرودا بعدما خلقه الله معززا مكرما وأمر الملائكة بالسجود له ,فسجدوا الا ابليس أبى واستكبر وكان من الكافرين. فعصى ادم ربه رغم تفضيله على باقي المخلوقات,ليتراءى لي أنه كان يعيش الجنه التي هي احدى الكواكب التي تتهيأ فيها ظروف مناخيه ومعيشيه مترفه جدا,ليس فيها حر أو برد أو أمراض أو شيخوخه,على عكس النار التي هي كواكب قريبه من النجوم فترتفع فيها الحراره والابخره والغازات السامه الساخنه فيتخلق فيها الكافرون كما تخلقنا على الارض, في بيئة لاتطاق فيعذبون جزاء ما اقترفوه من اثام وخطايا ومعاصي.لقد فسر لنا الملحدون الخلق بأنه (صدفه كيميائيه) وهذا يتقاطع مع العقل والمنطق,لان كل شئ مخلوق بميزان.. وبعد ان عصى ادم ربه ونفي الى الارض, قتل قابيل هابيلا بسبب الحسد والطمع.. لقد صلبت البشريه السيد المسيح لانه دعى الى المحبه والخير,فافتداها بدمه. ونبذت قريش محمدا لانه جاهر بعقائد وقيم لم يكونوا يألفونها ولانها كانت تتقاطع مع طغيانهم وتجارتهم ومصالحهم الشخصيه الغاشمه.وقتل بنو أميه احفاد نبيهم لاسباب عقائديه تهدد سلطتهم الدنيويه الفانيه. يقول الفيلسوف الانكليزي توماس هوبز(1588-1679) أن البشر بطبيعتهم أنانيون تماما يلتمسون بقائهم وسلطانهم والحصول على القوه, ميالون لارتكاب الشر فان مسيرة الانسان كلها قائمه على غريزة البقاء, ومن الخطأ الاعتقاد بان مسيرة الانسان قائمه على غريزة الحب والتعاون ,فالانسان هو ذئب للانسان والكل في حرب ضد الكل.فان استشعار القوه يحمل الافراد والدول الى الظفر بخيرات الارض, وان احسوا بالوهن لجأوا الى الحيله,يشهد بذلك مافعله اجدادنا البرابره والمتوحشين, ومانتخذه جميعا من تدابير الحيطه واساليب العدوان, وما نراه في علاقات الدول مع بعضها,وماتصنعه الحضاره فتحجب العدوان بشعار الادب, وتستبدل العنف المادي بالنميمه والافتراء والانتقام والقانون. لذا فلايمكن كبح جماح غرائز البشر البهيميه الهائجه المتمثله بحب الاستحواذ والسلطه الا بقوانين دنيويه صارمه رادعه, تستوحي فقراتها من عدالة السماء,توثق بنودها بين الحاكم والمحكوم, لكي ننظم حياتنا ومعيشتنا فلا يسلبنا محتال حقنا بأي حجة أو ذريعه كانت, قوميه أو طائفيه أو تحذير من بعث, أو ارهاب يخيم بظلاله القاتمه علينا وعلى مستقبل اجيالنا القادمه.لقد انتبه أجدادنا البابليون منذ الازل الى أهمية سن القوانين وتوثيقها لتنظيم حياة الناس ومداولاتهم لاحقاق الحق فعاشوا سعداء راضين تحوفهم البركه والرخاء. ولايفوتنا أن نذكر بانه لايمكن تطبيق القانون بدون (الأخلاق) والتي بندرتها وغيابها فقد شعار (دولة القانون) رونقه وبريقه لندرك لاحقا انه كان (دجلا) بامتياز!وهذا ولد حتما حالة انعدام (ثقة الناس) بحكامهم وهو ما يفسر لنا سبب عزوف معظم الناخبين في بغداد عن المشاركه في الانتخابات الاخيره (نيسان2013) بنسبة(33%) وهو رد فعل شعبي عفوي منطقي, فليس من المعقول أن تمنح صوتك لشخص سيركب السيارات المصفحه ويعزل نفسه عنك بجيوش من المسلحين وسيمنح نفسه امتيازات ورواتب وقطع اراضي وتقاعد ضخم ونفوذ وو.. غيرها الكثير تحت غطاء (الشرعيه!). والحل هو(قبل) أن يدلي الناخب بصوته يجب ان يفرض شروطه على من سينتخبهم وأولها شرط جواز ازاحة المنتخب بعد ستة أشهر من انتخابه فيما لو ثبت تقصيره أو عدم رضى الناخبين عنه, وكذلك تحديد ماسيتقاضاه من اجور ومنافع بدقه ووضوح, ثم مراقبة ماشرع بتنفيذه من وعوده الانتخابيه.. لكن هنا يبقى التساؤل المهم: في ظل مجتمع تسوده الاميه بنسب مخيفه,هل الانسب للعراق قيام نظام حكم علماني مطلق يحافظ على الامن والنظام كما في الاقاليم والدول المجاوره, أم ديموقراطيه عرجاء تشوبها الفوضى والخصام والهياج الدائم الذي ربما سيفضي في المستقبل القريب الى نزاعات وحروب مهلكه؟؟!!