انتشر أفراد الشرطة يقرعون الطبول في أحياء العاصمة (لكش) السومرية شرق مدينة الشطرة . طم طم طم طم طم .. انتباه انتباه.. يرجى التوجه إلى الساحة العامة فورا, جلالة الملك (أوروكاجينا -2342 ق.م) سيلقي على حضراتكم بيانا هاما ...إلى ذلك نسترعي الاهتمام . بعد سماع هذه النداءات سارع الكثير من الأهالي نحو الساحة, كان رئيس الشرطة يؤدي مهامه هناك مع أفراد طاقمه تحسبا لأي طارئ فيما أخذت الفرق الموسيقية أماكنها بين الحاضرين يعزفون الألحان بالقيثار ابتهاجا بقدوم الملك وطمعا بكرمه . لإفساح المجال رئيس الشرطة يطلب من باعة السيّاح والطابكَ والسمك المسكوف إخماد نيراهم و مغادرة الساحة فورا بعدها يقف أمام باعة السمك( المسموط ) يحذرهم بلهجة شديدة قائلا : كيف يجتمع المسموط مع الموسيقى في مكان واحد , ها كيف ؟ رائحته تزكم الأنوف, اسمعوا : من الآن مكانكم خارج محيط الساحة هيا هيا وإلا اسمطكم سمط . ساد الهدوء التام والسكون المطبق حين اطل الملك على الناس من مكان مرتفع داخل الساحة يحيط به أعضاء في مجلسي الشيوخ والشباب خاطبا : أيها الشعب المجيد يا أهل الحكمة والمعرفة باسم الإله الكبير (ننكرسو) وباسمكم قررنا ما يلي : أولا-العفو العام عن السجناء والموقوفين. ثانيا- تتكفل المملكة بدفع الفدية لأصحاب الدعاوى المقامة ضدهم . يحفظكم ويرعاكم الإله ننكرسو. كان هذا أول قرار للعفو عن السجناء في تاريخ البشرية تشرف به العراقيون في آية دالة على أنهم كانوا في زمن ما متصالحين مع ذاتهم ,مع أنفسهم قبل أن يتصالحوا مع غيرهم.
|