تسويق الافكار الانسانية الإيجابية


من خلال متابعتي لردود الافعال والتعليقات على مايخص الشأن العام بشكل عام، توقفت عند موضوع اعتبره مهماً جداً وهو كيفية الاستفادة التامة والايجابية من وسائل التواصل الاجتماعي واستثمارها في نشر ثقافة البناء الايجابي للفكر الانساني.
بالتأكيد موضوع حرية الرأي والتعبير لا يمكن المساس بها الا في حالة التجاوز على القانون الذي يحفظ حقوق وكرامة الانسان بكافة ابعادها.
رحم الله العلامة د. علي الوردي الذي أسس قاعدة علمية لاجراء البحوث الاجتماعية على المجتمع العراقي مع التأكيد على عنصري الزمان والمكان دائماً.
ان الحراك الاجتماعي على مواقع التواصل الاجتماعي فرصة كبيرة جداً لنشر ثقافة البناء الفكري السليم والتصدي للأمور بالبحث والتقصي الهادف الى المعالجة الايجابية ، لذا فانني أدعو جميع المهتمين بهذا الشأن الى اجراء مراجعة شاملة للجانب الاجتماعي من الموضوع والعمل على الاتفاق على اطار عام للتفاعل مع كافة المواضيع التي تهم الشأن العام بحيث تؤدي الى التواصل الايجابي الفعال والمنتج الهادف الى البناء الفكري للانسان على قاعدة حسن النية وانني ادرك تماماً بأن القانون في مجتمعاتنا لم يتمكن لحد الآن من مواكبة هذا التطور السريع في العلاقات الانسانية التي تتحرك ضمن اطار العولمة .
ان الثقافة بشكل عام هو سلوك ووعي وممارسة فعلية لهذا السلوك وترجمة ذاتية للمعرفة المكتسبة التي تترسب في قاع الوعي لتنتج في النهاية تلك الشخصية التي يكونها الانسان ليتعامل من خلالها مع المحيطين به في المجتمع، ولا يمكن بأي حال فصل الثقافة المكتسبة من خلال التربية والتعليم والقراءة والثقافة الموروثة التي تتناقلها الاجيال في المحيط الواحد، ولكن يمكن الاستفادة من الثقافتين اثناء صناعة الشخصية ليتبلور الحس الثقافي المنتج في الوعي.
أن الأبواب المغلقة أصبحت في وقتنا الحالي مفتوحة بسبب انتشار سبل التواصل عبر مواقع التواصل الاجتماعي وسهولة نقل المعلومة والفكرة وايصالها الى ابعد نقطة ممكنة، وهذا الواقع الجديد خلق حالة من الفوضى بغض النظر عن كونها فوضى خلاقة أو هدامة، فالحالة العامة للمجتمع وثقافة الانسان فيه هما المحرك الاساس لتصنيع ودفع عجلة الحياة نحو المستقبل، وبالرغم من أن هذه المواقع هي نوع من الحياة الافتراضية التي قد توازي الحياة الواقعية مع الاختلاف، لكنها بالتأكيد تحمل ثقافة المجتمع بكل تداعياته وكل ترسباته، ولا يمكن أن ننكر ان احداث كثيرة تغيرت من خلال هذه الوسائل بسبب انخراط الناس الى هذا العالم، وتأثرهم المباشر بنتاج الثورة المعلوماتية التي اسقطت حكومات واحدثت شرخاً واسعاً في جسد الواقع.
يمكن لنا من خلال هذا المنفذ المهم بناء الثقافة لدى الآخرين وتسويق الافكار المنتجة التي تساهم في خلق مجتمع أفضل ومحاربة الافكار المساهمة في اعادة الحياة الى الوراء بطريقة صحية فالعبث لا ينتج الا مجتمعات متخلفة غير مستقرة لا تنفع الفرد أو الجماعة على لملمة مخلفات الجهل الفكري الذي مايزال موجوداً مع شديد الاسف وبسببه لا نزال نراوح في أماكننا، ان لم نكن قد تراجعنا اصلا. لا نفعل ماهو منتج، نكيل الاتهامات لبعضنا ونخون بعضنا، نضع العراقيل في طريق بعضنا البعض دون طرح حلول منطقية تخرج مجتمعاتنا من الفوضى المؤخرة للتطور الذي نطمح اليه، وهنا يتحتم علينا نشر وتسويق ثقافة البناء لا ثقافة الهدم، من خلال طرح ارائنا في مواقع التواصل الاجتماعي وفي المحافل الاجتماعية والنشاطات المجتمعية التي نشارك فيها، وهذه مسؤولية العناصر الواعية في المجتمع وعليهم يقع واجب الاهتمام بهذا الفعل الايجابي لايجاد مخرجات ايجابية تساهم في خلق واقع افضل .والله من وراء القصد.