تتسارع الاحداث وتكثر المعطيات وتتشابك فيما بينها الى درجة عدم تمييز ما هو لصالح البلد وما هو ضده. وما سبب هذه الصراعات الداخلية التي ادت الى الوصول الى هذه المرحلة الحرجة من تاريخ العراق. ما سأكتبه في مقال هذا يرجى التمعن فيه قبل النقد والتقريح . لان سأتحدث عن الحقيقة دون مجاملة جهة على حساب جهة اخرى . ولست تابعا لحزب او جهة سياسية كي اثبت براءتها او اهليتها في الوضع الراهن . دعونا نسال بضعة اسئلة وندع ضمائرنا تجيب على ذلك ونراجع ماذا حدث في اخر سنتين منذ تسلم العبادي رئاسة الوزراء ولحد يومنا هذا . كم مرة ذكرت كلمة اصلاح في خطاباته او خطابات السياسيين الاخرين ؟! كثيرا لكن هل رأيتم اصلاحا ؟ دعونا نعرف الاصلاح وما هو مفهوم الاصلاح قبل الاجابة على السؤال . الاصلاح هو تشخيص خلل معين في منظومة معينة ومن ثم تعين الحل الامثل لها يعني بعبارة اخرى هناك عدة حلول لكن الاصلاح يعتمد على الافضل والأمثل لكي لا ترجع مرة اخرى الى الخلل السابق . الان منذ تسلم العبادي ما يقارب السنتان هل رأيتم اصلاحا معين في أي جانب من جوانب مؤسـسـات ألدولة ؟ اعتقد ان الاجابة هي كلا طبعا . اذا لماذا الكل ينادي بالإصلاح ولماذا هذه الكلمة كثيرة ومتداولة بينهم الم تسترعي انتباه الكثيرين منكم . السؤال هو ماذا فعل العبادي ؟ انا اقول لكم ماذا فعل اقالة نواب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء حتى يخفي فسادهم الاصيل وراء كلمة معفي او مقال ومن هذه الناحية لا ينظر احدا ما الى ما يفعله اليوم ويستطيع سؤاله عن ايام فساده في الدولة سابقا . أقره بوجود خمسين الف فضائي في مؤسسة الجيش وهذا رقم مخيف لكن حقيقة ماذا فعل بهذه الصفة طرد الكثيرين من الجيش تحت مسمى فضائي لأنه كان بسيطا او فقيرا او من طائفة معينة لا يستطيع المساومة او اللعب مع الكبار ولهذا تم طرده تحت هذا المسمى . اذا العملية كلها ذات طابع سياسي ومصلحة مشتركة وهذا يثبت لنا مدى تشبث الغرب والإيرانيين به وبسليم الجبوري رغم كل الاصوات التي نادت بمحاسبتهم او اقالتهم حتى هذه اللحظة . وإما من جهة المحكمة الاتحادية فهي محتارة في امرها لان القضية فيها متصارعين سياسيين كبيرين فهي لا تقدر على الفصل بينهم حتى يتكون فريق ضعيف اتجاه فريق قوي . محكمة تبني قراراتها تحت ضغوط سياسية مصلحيه لا تسمى محكمة وإنما اكلة لحوم بشر . المخزى الوحيد من كلامي هذا هو الى اين نتجه وما هي محصلة هذا الصراع السياسي العراقي الايراني الامريكي في البلد ؟ وعلى هذا السؤال تبنى معطيات يستطيع المواطن تفسيرها والإجابة على السؤال . أتعلمون ان العراق منهار اقتصاديا بالكامل وان كل ما يصرف من جانب وزارة المالية هو اما من موارد نفطية لا تغطي نفقات وزارة واحد وإما من مساعدات من الدول المانحة او الكارثة السحب من احتياطي البنك المركزي وهذا بحد ذاته هلاك لاقتصاد البلد اتعلمون ان الجيش في بعض صنوفه وأفواجه يقاد من قبل قادة طائفيين يسيرونه حسب ما يروه هم وليس حسب السياقات العسكرية التابعة للدولة وهذه بحد ذاتها خيانة عظمى للبلد . أتعلمون ان نصف العاملين في مقرات وزارت الدولة والمؤسسات الكبيرة هم من نفس الاحزاب المسيطرة على تلك المؤسسات وهذه عبارة عن قنابل موقوته بأي لحظة تنفجر وإذا انفجرت وقعنا في المحظور . ولو افترضنا جدلا ان مسؤولاً معينا اراد اصلاح دائرته وجعل الدائرة تسير وفق انظمة الدولة وقوانينها ماذا سيحصل ؟ الخيارات مفتوحة لان في هذه الدوائر حيتان فساد تابعة لأحزاب تمولها فإما ان يقتلوه او يهددوه او يخطفوه او يبتزوه بكل الحالات سوف يتوقف عن ملاحقة الفاسدين وإيقاف الفساد . فكيفما بدولة بكامل مؤسساتها مبنية على هذه الشاكلة قطعا ومن المستحيلات اصلاحها إلا اذا كانت هناك معجزة من الله وصحوت ضمير لدى الشعب جميعا دون استثناء وبكافة طوائفه . ملخص كلامي هو ان العراق على شفى حفرة من النار وبعبارة اخرى قنبلة موقوته في أي لحظة تنفجر وإذا لا سامح الله انفجرت احرقت معها الاخضر واليابس السياسي الجيد مع السيئ على حد سواء لان الشعب ليس لديه ما يخسره فهو قد ضاع وطنه بتسلطكم عليه وتحكمكم بخيراته وقتل شبابه وشيبته .
|