مسرح بانتومايم......Dililool


المنظر العام:
الظلام يخيم في المكان ...اضاءة وصمت لدقائق كي تتوضح الرؤية للمتلقي ..المسرح عبارة عن مكان مشوهه لبقايا قصر ملكي كأنه قصر يزيد ... يتوسط المسرح كرسي غريب الشكل يوحي الى انه تابوت بعض الشيء.....تتناثر في المسرح بقايا حرب ..سيوف ..دروع .......كل شيء فيه مشوش ..جماجم ....خوذ معركة حديثه ..بساطيل ...ملابس عسكرية ...ملابس ارهابيين .... ممة اطفال ... مجموعة من كواريك الاطفال مقلوب ...سلاسل وقيود ...ظروف رسائل قديمة ... عمائم بيض وسوداء ... صليب .... قماش ابيض يتدلي من عمق المسرح الى نصف ممر الجمهور ....تستخدم كل هذه في احداث العمل وفق رؤوية المخرج.
الفعل المسرحي الصامت :
لوحة رقم 1
الانارة بتذبذ...مع تصاعد موسيقي هاديء يتصاعد تدريجياً خلال المشهد.
صوت امرأة : ( دللول ...دللول ...يالولد يبني ..دللول ...عدوك عليل وساكن الجول .....), تخرج امرأة تحمل طفل رضيع وهي خائفة تجوب المسرح وتحاول اخفاء رضيعها وكأن احدهم يريد اخذه منها ... تخرج مجاميع بملابس حرب تاريخية يميناً ومجاميع اخرى بملابس جنود كأنهم اسرى حرب يساراً يخرجون من الكواليس راكضين وينتشرون في المسرح وكلهم يضعون ايديهم على جباههم كأنهم يطالعون الافق او ينتظرون قدوم احد ما ..ومن ثم بنفس الركض يتوارون بتعاقب وسط المسرح خلف الكواليس ..تتصاعد الموسيقى بشكل هارموني مع اهتزاز مضطرب للكرسي يميناً ويسار ...وبضربة موسيقية يسقط الكرسي جانباً ويظلم المسرح تماماً ..(صمت) ..اصوات غير واضحة كانها اصوات حرب وصريخ ووجع وبكاء وخيول تتضارب مع اصوات رصاص ...وصوت السيدة زينب وموسيقى تتصاعد تتدريجياً حتى تصل للضربة الاخيرة .
(صمت لثانيتين)
لوحة رقم 2
موسيقى كنائسية تتغير تباعاً وتتصاعد هارمونياً حتى تصل لضربة المشهد ... يدخل رجل من خلف الجمهور بملابس راهب مسيحي يحمل فانوس بيده وهو يتفحص الجمهور يقف امام منصة المسرح ويوجه الفانوس الى الامام كأنه يتطلع افق المسرح ...يعتلي المسرح وهو يتعثر بمافي ارضية المسرح بحزن ..يتقدم ليتفحص بالفانوس مقدمة يسار المسرح موجهاً الفانوس للجمهور يتفحصهم ...ومن ثم مقدمة يمين المسرح بذات الفعل ..يضع الفانوس جانباً وهو يجثو على الرسائل يقرأها بألم ...يتلمس بقايا الطف وهو يبكي ...يجمع بعض بقايا الطف والرسائل ويتوجه بها نحو الكرسي ...يعيد الكرسي لنصابه ...ويضع كل ماجمعه في الكرسي ...( الموسيقى تتصاعد ) ويلتقط قطعة قماش سوداء من الارض ويلفها على يسار الكرسي كأنها علامة العزاء والتي توضع على صور المتوفين ...( ظلام مع الضربة الموسيقية يليها صمت).
(صمت وظلام لثانيتين)

لوحة رقم 2
الانارة بتذبذ مع موسيقى تصاعدية ....يخرج رجل غريب بملابس نصفها ملابس ملك ونصفها الاخر ملابس عسكرية ...يدخل بحذر للمسرح ..يخرج رأسه اولاً ..يدخل جسده وهو يلتفت يميناً يسار بحذر ..يخفي شيء تحت ملابسة يحرص طيلة المشهد على اخفائهما ..يقترب من الكرسي ...بانزعاج يرمي ماعليه من رسائل وبقايا الطف وهو يضحك بطريقة التشفي ...يزيل القطعة السوداء من الكرسي على طريقة الرمي ..يتوجه نحو كاروك الاطفال يمزقه ...يقطع من الكرسي قطعة قماش يرفعها الى الاعلى بأستهزاء ..كانه يسخر من حركة الامام الحسين (ع) حينما رفع ولده لرضيع ...يصور المشهد يرفع قطعه القماش الى الاعلى ..يرمي بشي ما الى السماء كانه يرمي دم الرضيع وباستهزاء ..ينزل قطعة القماش وبعنف ينظر لها ..يتوجه صوب الكرسي ..ينظر الى قطعة القماش ثانية بابتسامة صفراء ...يمسح بها الكرسي بهوس كأنه مجنون ...يرمي بالقماش ..يجلس على الكرسي وهو يلهث محاولاً اخفاء ماعنده تحت عباءته ..يتكيء على الكرسي باسترخاء وتلذذ...
صوت امرأة : ( دللول ...دللول ...يالولد يبني ..دللول ...عدوك عليل وساكن الجول .....) وتتدلى من سقف المسرح خوذ فيها شيء مضاء ...كانها رؤوس منيرة ...يفتح عينيه خلال تلذذه فيرى الرؤوس تهبط من السقف ...ينزعج بهستيريا ...يحاول الاختباء خلف الكرسي ..يلتقط سيف من الارض ويحاول القفز لقطع الرؤوس ...يتعب من القفز ..يسقط ارضاً ...تدخل المجاميع التي دخلت في المشهد الاول بذات الحركة ... يعتلي يزيد الكرسي وقوفاً ليستطلع امرهم...المجاميع تبحث في المسرح دون ان ترى بعضها البعض كان كل مجموعة في عالم اخر....
هنا ينقسم المسرح لثلاث عوالم تتحرك تفاعلياً بنفس الوقت دون ان يتحرك جانب والاخر واقف لا بل الثلاث عوالم تتحرك بالفعل المنصوص لها ادناه وهذه العوالم هي :
1- يمين المسرح للامام العباس ( ع) والاطفال .
2- وسط المسرح للمجموعة التاريخية ويزيد .
3- يسار المسرح للمجموعة العسكرية التي تتمركز يساراً كانهم في ثكنة عسكرية .

الفعل المسرح في الوسط :
يهز يزيد كيس قطع النقود ...تلتفت المجاميع التاريخية له ...يتوجهون له بحزم حتى يتصور الجمهور انهم سيقتلونه ..يقتربون منه اكثر ..يزيد يرمي النقود في الارض وتجثو المجاميع لاتقاطها وسط ضحاته الهستيرية ...تجلس المجموعة التاريخية كالعبيد امامه وهو واقف على الكرسي كأنه في خطبه ...

الفعل المسرحي يميناً :
يخرج من يمين المسرح الامام العباس (ع) كانه يستعد للقتال وحوله اطفال يتحدث معهم بهمس ..يزيد يوجه مجموعته للنظر الى العباس (ع).

الفعل المسرحي يساراً:
الجنود فانهم منشغلون في البحث يسار المسرح كأنهم في عالم اخر ..بعضهم يجلس يحرس والاخر يتحدث للاخر وهكذا ...
يخرج يزيد خلف عباءته ماكان يخفيه بحذر وتصاعد موسيقي ..يخرج قربة ماء...ودمية طفل ...يرفعهما الى الاعلى ...بحركة ايمائية يطلب من المجموعة وهو يشير للامام العباس (ع) بمنع القربة للوصول الى المجموعة العسكرية ...ويرمي القربة على المجموعة التاريخية فيلتقطونها وتختفي بينهم ..ومن ثم يرفع الدمية الى الاعلى وهو يشير الى الاطفال ويطلب من مجموعته وهو يحز راس الدمية بأن لا يبقوا منهم احدى وهو يشير للافق ومن ثمة للمجاميع العسكرية وكانه يقول اقطعوا ارحامهم كي لا يولد هؤلاء ...يرمي بالدمية اليهم فتختفي بينهم ...يدعوهم للاستعداد وقطع الطريق مابين الامام العباس (ع) والعسكر ..ينزل وهو يتوجه الى اثنين من رجالة ...الاول منحه رمح وطلب منه التوجه للامام العباس ( ع) والثاني البسه زي داعش ودفع به الى المجاميع العسكري ..( الموسيقى بتذبذ وبتصاعدية هارمونيه ) ..عاد يعتلي الكرسي واقفاً مجدداً...الامام العباس يتقدم وسط قتال بعضهم ...
يرافق المشاهد بشكل خاف صوت امرأة ( دللول ...دللول ...يالولد يبني ..دللول ...عدوك عليل وساكن الجول .....) , الداعشي مع مجموعته تحيط بالجنود وتآسرهم ...وسط ضحكات يزيد الذي اعتلى الكرسي وقوفاً وهو يوميء بيده للمجموعتين بيده على طريقة صدام ...يحيطون بالامام العباس ( ع) حتى يختفي بينهم وتتطاير يديه وجربته ..الداعشيون يضعون الجنود امامهم وعلى طريقتهم يقومون بذبحهم الواحد تلو الامر ( كانها تمثيل لقتل شهداء سبايكر ) ومابين مشهد قتل الامام العباس(ع) وذبح الجنود تتطاير من عمق المسرح حمامات بيض ينزل على اثرها يزيد من الكرسي ويقف برعب هو ومن معه اسفل الكرسي بحركات خوف ورفض مع تذبذ الموسيقى ونزل الرؤوس من السماء اكثر ...يزحف ييد وسط خوفه الى مقدمة المسرح حيث القربة كي ياخذها ...( مع انشوده حسينية للحاج باسم ..طبعي كربلائي ) يخرج طفل بملابس عصرية سوداء يحمل راية الحسين من يمين المسرح يلهث متعباً يلتقط القربة من يزيد قبل ان تلمسها يديه ويشرب الماء منها ويرتوي وسط تأوهات يزيد ورفضه وضربه على الارض ويشعر هو وجماعته بالاختناق خلال شرب الطفل للماء ويموت يزيد على المسرح هو واصحابة بعد ارتواء الطفل للماء ويهرول الطفل راكضا من المسرح الى ممر الجمهور وهو يوزع رايات حسينية صغيرة للجمهور حتى يخرج من خلف الجمهور...خلال حركة الطفل بين الجمهور يخرج راهب وامراة من عمق المسرح .
الراهب : يبحث بين الجنود عن ولده حتى يجده وينتزع من رقبته الصليب ..ومن ثم يثبت صليب وسط المسرح ويلتقط عمامه ويضعها في راس الصليب ...ومن ثم يسحب قطعة القماش المتدليه من العمق الى الجمهور ويغطي بها كل المسرح وكأنه يكفن الماضي ومعه الكرسي ويسدل ستار ابيض عليه ...حتى يتحول كل شيء ابيض ولا وجود لاي شيء الا للصليب الذي البسه عمامه ووضع بيده قربه وفي الاخرى قلادة ولده الصليب .
المرأة : تخرج تبحث بين الجثث عن ولدها وهي تبكي ...تتعب من البحث ..تجثو تقرأ الرسائل في الظروف بفرحة وخزن حتى تضع ظرف على صدرها وكانها تضم احد الرسائل لصدرها ومن ثم تتلمس كفوف الامام العباس ( ع) ايضاً تضمهما لصدرها ومن ثم تتوجه الى الكاروك وتضع الرسالة والكفوف به وتجلس تهز الكاروك وهي تدند بــ( دللول ...دللول ...يالولد يبني ..دللول ...عدوك عليل وساكن الجول .....) ....ظلام .

انتهى
ملاحظة:

لا يجوز تناول النص ما لم يتم اخذ موافقة المؤلف..