1
أيتها المنغلة ، إنَّ المعدةَ هي بيتُ الداء العقليّ . لكم دينُكم وحرفُكم وليَ ما أرى وترَون ، لكنكم تأكلون وتوصوصون . سيبقى قولنا وبرهاننا راسخاً ، مثل شجرةٍ جذرها نابتٌ وفرعها يضحك على ريحٍ صرصرٍ كاسرة . لتكن كعبتكم كما صنعتموها ، وربّكم من تمرٍ تجهزون عليه ساعة شهوة وجوع . لقد جعلتم بطونكم مدافن للحيوانات النافقة ، حتى فسدتْ عقولكم وجافتْ أجسادكم ونشفتْ ضمائركم . إذا الدولارُ مالَ ، مِلتم حيثُ يميلُ .
2
أصدقائي بدولة كردستان . أنتم مستقلون عملياً ، لكن لا تعلنوها الآن والسبب هو ، أنّكم لن تجدوا اليوم ببغداد المريضة من تتفاوضون معه . حرامية وسقطة بغداد سيمنحونكم حتى ثلث العراق إنْ طلبتم ، لأنهم بلا غيرة ولا شرف ولا ضمير ولا مثقال ذمّة ، ولا ثقافة تأريخية راسخة تعرف أنّ بلاد ما بين النهرين لم تُنتج قبل مائة سنة ، من مؤخرة سايكس وبيكو ، بل هي بلاد ماجدة خالدة عمرها من أول حرف في الكون . ولكي تعيشوا بجوارنا آمنين مطمئنين سالمين غانمين ، خذوا فقط حدودكم الحقّ ، ولا تبلعوا نصف البلاد فتغصّوا بها ، وسنكون لكم ساعتها المباركة ، من المهنئين المسالمين الطيبين .
3
ألمسلمون كلهم مللاً وطوائف ، تؤمن بأنّ الله واحد ونبيه محمد هو نبيهم وخاتم الأنبياء والرسل ، وانّ كتاب الله القرآن كتاب واحد محفوظ لا لبس فيه ، وما دامت الناس كلها هكذا ، فلماذا تجرّهم بعض عمائم التضليل والتخريف إلى مناطق خلافية لا جدل فيها إذا ما قيست وفحصت واتكأت على العلم الحديث ، ومن ذلك رؤية هلال رمضان وهلال العيد ؟
4
مسكين وتعيس الحظ ، هو الأديب أو الفنان الكبير الذي يموت الآن . لا أحد سيبكي عليه أو يكتب فيه مرثية ، بعد أن صارت البلاد كلها ، خيط جنائز طويل لا ينتهي . عبد الجبار الشرقاوي ، الممثل البديع العصامي النبيل الشفّاف ، لا سطر آخر في جعبة المرثيات ، أطشّهُ على عتبة قبرك .. قبور العراق الكثيرة قد أكلتْ كلَّ لغتي .