لنفهم جوهر رمضان

 

فرض الله تعالى على المسلمين في هذا الشهر العظيم الذي أسميَ بشهر رمضان أنْ يصوموا أيامه المباركة البالغة ثلاثين يوما لا زيادة ولانقصان ، وما يوضِّح محدودية هذا الشهر بكذا يوم هو قول الرسول(ص): (اذا غُمّ عليكم الهلال فأتمّوا الثلاثين) أي اذا ستره عنهم غيم أو غيره فلم يُر، والصوم ركن من اركان الإسلام الذي بُني على خمس (الشهادتان ، اقام الصلاة ، ايتاء الزكاة ، صوم رمضان ، حج البيت من استطاع اليه سبيلا) ومعناته في اللّغة الإمساك عن الطعام. انّ الله سبحانه وتعالى لايفرض على عباده شيئاً خالياً من الفائدة فلمّا جعل الصّوم فريضة على كل مسلم ومسلمة معنى ذلك انّ الصّوم يعطي للإنسان القوة والنشاط البدني والعقلي والصحة والمناعة ضد الأمراض ، ومن الناحية الأخرى يعلِّم الإنسان دروسا في الصبر وتحمّل الجوع والعطش واجتناب الرّذائل ويزيده إحساسا بمعاناة الفقراء والمساكين الذين لاشيء لهم لأنّ الله خلق الإنسان تعرّضياً أي في اية لحظة ممكن أنْ يتعرّض الى مرض أو حرب أو كوارث طبيعية من قحط ونحوه فكيف له أنْ يثبت ويقاوم هذه الوقائع ويمرن ويقوى عليها  وهو     أساسا غير مدرّب على هذه القيم الروحية ؟ ومن الواجب الأخلاقي ينبغي إعادة النظر في مواقفنا من شهر رمضان لأنّه في مفهوم القرآن والسّنة النبوية ليس عبادات فقط وانما يجب أنْ يُفهم بأنّه تضحية وتصحيح للذنوب وجهاد نفسي لمنع النفس من ارتكاب المناكير وليستقيم هذا الوصف لابد من تطبيق هذه المفردات الجوهرية على الأرض حيث هي الوجه الحقيقي والجوهري لرمضان والمنفذ الوحيد لخروج الإنسان من هذا الجلباب المهلهل جلباب المعاصي وانفراده لطاعة الله وخدمة الناس.