إستفتاء كردستان بين القبول والرفض

 

ان الاستفتاء حالة طبيعية وموقف اصيل ضمن الخطوات العملية للمنهج الديمقراطي في اي بلد وانه ضمن ودائع المكسب الجماهيري للارتقاء بالحالة الى النبوغ والوعي السياسي والايمان الحتمي بالديمقراطية منهجا وسلوكا بعيدا عن المشاعر المتقلبة وعليه لابد ان يكون الايمان بالديمقراطية حالة قائمة في الفكر والمنهج والاسلوب والسلوك اليومي لاان نتباهى به من أجل التباهي وانما نعمل به ومن أجله لانها التعبير الدقيق عن الحالة الوطنية واحترام الرأي الاخر بل هو الايمان بعينه بارادة الشعب في التحولات البنيوية في مسارات الحياة وقيمها العليا . ان الخارطة السياسية للارضية الشعبية في كردستان متلهفة لاجراء الاستفتاء للحصول على الصورة الصحيحة للالتفاف الشعبي حول المصير وتقرير المصير ويأتي ذلك بعد عبور المائة عام على المؤامرة الدولية لتقسيم ارض كردستان بمعاهدة جائرة هي معاهدة (سايكس – بيكو) سيئة الصيت التي حققت للدول الاستعمارية مصالحها الانية لان الشعوب لم تدخر كل الجهود للنيل من المعاهدة اما بالتظاهرات أو بالمقاومة والثورات وهذا ما رأيناه في عدد من الدول التي نالت منها وجزئتها المعاهدة بل ووضعتها تحت تصرفها الاستعماري البغيض . لنعود الى الاستفتاء فهو مقبول لانه مطلب جماهيري وأن رئيس اقليم كردستان مسعود البارزاني هو الرجل الوحيد الذي بأمكانه ان يجسد رأي الشعب لما يمتلكه من علاقات في المجال الدولي والاقليمي بل اصبح بنظر الاخرين علامة فارقة بين المناضلين من السياسيين الكورد لما يمتلكه من حدس قومي وارادة حقيقية لاعلاء شأن شعبه في المحافل الدولية ولعل قيادته لجيش كردستان البيشمه ركة الابطال في حربهم ضد تنظيم ما يعرف بداعش وحضوره الميداني مع المقاتلين وتمكنه من اقناع الدول لمده بالخبرات والتجهيزات العسكرية لمواصلة قتال داعش واعلان النصر عليها في أغلب قواطع العمليات ومنها في محاور مخمور والخازر والتي تكللت بتحرير اغلب القرى الرابطة بين اربيل والموصل ايذانا بتحرير محافظة نينوى من رجس الدواعش الملعونين . وهنالك من الاحزاب والاتجاهات التي ترفض اجراء الاستفتاء لالشيء بل لانها لاتستجيب مع مصالحها الحزبية الضيقة فان مثل هؤلاء لايقيمون للشعب وزنا لادراكهم الضيق أن الاستفتاء سيسجل في التاريخ لقيادة البارزاني هذه هي ضحالة التصور عند البعض وكأنهم يتعاملون ضمن المصالح الشخصية دون الالتفات الى المصلحة القومية العليا وعليه فأن نسبتهم لاتوازي نسبة قرية من قرى كردستان لان الكثيرين من المنتمين لهذه الاحزاب مؤيدون لخطوات الشعب والحكومة لاجراء الاستفتاء لتكون وثيقة ملموسة بأن الشعب الكردي لايمكن له ان يعيش في ظل الاوضاع السياسية والاقتصادية الحالية وان يبقى وكأنه يستجدي من الحكومة في بغداد ولابد لهذا الشعب أن يتوحد وان يقيم دولته وان يعيد اللٌحمة الى اراضيه المغتصبة والمجزأة بين العراق وايران وسوريا وتركيا وان تكون له راية في الامم المتحدة وفي جميع المحافل الدولية  . ان الاختلافات في الاراء والتطلعات شأن داخلي أما الاستفتاء والاتفاق عليه مسألة غاية في الاهمية لانه مرتبط بحياة ومستقبل الشعب لانه دليل نتاجه النضالي وعمقه القومي ولابد من انجاز المهمات على طريق انتاج  دولة كردية مكتملة الجوانب .