الجوع لمحاربة الجوع

 

الفقر في العالم أكبر من قدرة الدول منفردة على معالجته ، أوالقضاء عليه ،  دون مشاركة ، وتكافل إنساني  وتعاون على المستوى  القطري والدولي – الرسمي والشعبي –  في هذا العمل الاجتماعي الكبير  …

  والتكافل رغم أنه من واجب الانسان  إجتماعيا ، لكن الله سبحانه  وتعالى لم يتركه دون الزام وتشريع ، وما يترتب عليه  من ثواب وعقاب  ، فشرع الزكاة والخمس ، وعداهما من الاعمال التطوعية في المساعدة لتحقيق هذا الهدف النبيل ..

ولك ان تتصور قيمة ما يقوم به المكلف بهذا الواجب ، والتضحية العالية فيه ، أن يصل ما يدفعه  الى عشرين بالمائة من ثروته  ، الى اصحاب الحق فيها .. وهو مبلغ كبير ، لكنه يدفعه براحة تامة ،  وطيب خاطر لانه يبتغي رضا الله ، وثوابه عظيم..

وشهر رمضان الكريم ممارسة روحية وبدنية تدفع الصائم  الى الانتباه الى تأثير الجوع  على الانسان ، فيحس بمعاناة أخيه الفقير وتطلعه الى ما يسد حاجته من الغذاء والدواء ، لكي يتمكن  من أداء ما عليه من التزامات  في الحياة ، وهذا  العمل يزيد من اللحمة الاجتماعية والتكافل والمودة والتراحم  والتوادد  والمحبة  وتعزيز الروابط الروحية بين الافراد والدول ..

فتجد المسلمين في هذا الشهر يتسابقون الى فعل الخير وتنشط المراقد والمزارات والمساجد ،  والجمعيات والافراد في إقامة موائد الرحمن والتبرع للفقراء والايتام والمستشفيات ..

وقد تنبه النائب الكندي  مارك هولاند عن الحزب الليبرالي  الذي  يتزعمه  رئيس الوزراء جاستين ترودو  – وهو غير مسلم – الى أهمية الصيام  في  تعميق الاحساس  بألم الجياع والفقراء  والمحتاجين ،  وأعلن انه سيصوم هذا العام للمرة الثانية بعد أن صام في المرة الماضية ، وعد ه (تجربة لا توصف )  في معرفة  معنى الجوع ، وجعله يفهم أكثر كيف يحس به الفقراء في العالم … وبعد ان بارك للمسلمين في كندا والعالم بقدوم شهر رمضان أكد  في مداخلة داخل البرلمان الكندي  … أن العمل الخيري يعطي فرصة للتعامل مع قلة الغذاء لدى الفقراء داعيا الى  استخدام  قوة هذا الشهر في مساعدة الاخرين … ولهذا فهو يدعم من  خلال صيامه منطمة تسمى ( العطاء 30 ) ..  وهي منظمة انسانية تهدف الى محاربة الجوع في كندا وعبر العالم …

فلسفة الصوم في رمضان تقوم على ( الجوع وليس الشبع ) ، والجوع ليس هدفا لذاته ، بل  لكي نفهم ونعرف كيف نتعامل مع نعم الله علينا ، ونقدر قيمتها ، ونعي حرمان الفقير، والجائع منها ، لكي نمد يد العون له ، ونكون سببا في إشباعه ليس في شهر واحد ، وانما على مدار حياتنا…

وبادراك هذا المعنى نعرف  مسبقا ، أين نضع أنفسنا في هذا الشهر المبارك وقيمة ما نقدمه فيه ..

 وكل عام وانتم بخير …

{{{{{

كلام مفيد :

البطون الجائعة ليس لها آذان ( مثل انكليزي ).