مخلّفات المرشحين

 

"داود كوسرة " صاحب ورشة حدادة في الحي الصناعي بالبياع،  فشل في الحصول على موافقة الجهات المتخصصة  للقيام بحملة واسعة مع أتباعه ومؤيديه وأنصاره  لرفع صور وملصقات المرشحين  للانتخابات المحلية ، من جميع القوائم بلا استثناء ،  ليوفر لهم عناء  إزالتها من الشوارع والتقاطعات العامة في العاصمة مجانا ، مع تمنياته  للجميع بالفوز الساحق والحصول على مقعد في مجلس المحافظة .

الحداد داود  لا تعنيه نتائج الانتخابات ، وما يهمه في الأمر،  أنه يرغب في الحصول على حديد إطارات الصور والملصقات  ، لاستخدامها في إنتاج الشبابيك والأبواب ، وسقوف الستوتات ، والسلالم ، بمعنى أنه ينظر إلى  الأمر من زاوية  أخرى ، تضمن له موردا ماليا ومواد أولية لعمله ، وسيكون شاكرا لجميع المرشحين ، لتحقيق خدمة اجتماعية لم تخطر في بالهم ، عندما تنخفض كلفة إنتاج "فردة الشباك الواحد" وتتحقق  أمنية المواطنين بحصولهم على  إنجاز يحسب للمرشحين بتخفيض أسعار المواد المستخدمة في بناء وترميم دورهم .

على الرغم من رفض الجهات الرسمية مقترح   "داود كوسرة"  إلا أنه  وبفضل فريقه الفني استطاع أن  يجمع أعدادا كبيرة من الصور والملصقات في يوم الاقتراع  ووضعها في سطح الورشة ، ليحقق كما يزعم حالة من "الانصهار الوطني" تحت أشعة الشمس،  بين زعماء القوائم ورموزها ،  فصورة علاوي بجوار المالكي  والنجيفي فوق المطلك ، وأبو ريشة  مع بقية زعماء قائمة "متحدون " باصطفافهم مع مرشحي دولة القانون ،  أعطوا للمشهد في سطح الورشة  مظهرا يجسد الموقف الموحد  لمواجهة وملاحقة  المجاميع الإرهابية والخارجين على القانون   ، والعمل المشترك لتحقيق طموحات الشعب العراقي بسرعة الضوء .

جمع الصور والملصقات باختراق القانون  والتجاوز على الضوابط والتعليمات بطريقة" داود كوسرة" وفّرت حلا  فنطازيا لتجاوز واحتواء الأزمة القائمة في العراق منذ أكثر من عامين ،  بعدما فشلت النخب  في معالجتها ، ولكنها بصورة غير مباشرة ، وبصور مرشحيها وملصقاتهم وما وفّرته من دعم" حديدي" لداود ، حققت عقد اجتماع حول طاولة مستديرة فوق السطح  ، ربما يكون الأول في التاريخ   بحضور الصور وغياب أصحابها ، وهذا يعد منجزا كبيرا،  بوصفه من منافع المرشحين سواء من فاز منهم في الانتخابات أو حمل شرف المشاركة في خوضها ، لخيانة قاعدته الشعبية في منح أصواتها لصالح  منافسيه ، ومثل هذا المرشح بعد أن يخبره  مندوبوه في مراكز الاقتراع   بالهزيمة قد يتعرض لعارض صحي،  ينقل على إثره إلى أقرب مستشفى ، وحينذاك  سيكون عاجزا عن رفع حملته الدعائية للتخلص من غرامات المفوضية ، ومثل هكذا حالات ستحصل  بمعدلات عالية ،  ولأسباب إنسانية.

ومن أجل التخفيف من مرارة  الهزيمة والفشل ، طرح "داود كوسرة "مقترحه   ليثبت للناخبين منافع المرشحين ، لكن الجهات صاحبة القرار لم تمنحه الموافقة ، إلا أنه بجهوده الشخصية ، استطاع الحصول على كميات من الحديد لصنع الشبابيك وسقوف الستوتات  من صور المرشحين الفاشلين، ومن حصل منهم على مقعد وتخت في مجلس محافظة بغداد .