مثل بغدادي : روح فهم احمد أغا !!

 

في حياتنا المعاصرة الكثير من المفارقات التي لا تجد من يتفهمها.. بالأمس .. وصلتنـــي فاتورة كهـرباء بمبلغ ( 153 الف دينار عراقي !!). ولأنني لم اسكن هذا البيت الا منذ اشهر قليلة ؛ فذهب نظري الى الديون والى القراءة القديمة ؛ فوجدت تاريخها يعود الى 2009. اذن – قلت لنفسي – من الطبيعي ان يكون المبلغ هكذا؛ مثلما من الطبيعي ان امرّ على صاحب البيت الذي استأجرت منه ؛ لنتفاهم حول آلية الدفع ؛ وبكرم – غير معهود من المؤجرين – اصر على الدفع لان لا علاقة لي بالديون القديمة. ولأنه رجل توثيقي بكل ما يخص املاكه؛ فقد اخرج من (فايل) قديم ورقة كهرباء مدفوعة بنفس تاريخ الدين وبرقم القراءة السابقة؛ واخذ الورقتين الى دائرة الكهرباء لتصحيح القراءات؛ لكن ..... • الامثال في موروثنا لم تضرب عبثا وانما للدلالة والعبرة؛ ومنها هذا المثل وهذه الحكاية. (اعتاد أحد الشباب على مغافلة والدته لأخذ مصروفه منها، وقد اسرف كثيرا ولذلك قررت الأم ان تقطع عنه المبلغ، مما ازعج الشاب وادخله في شجار معها حد إساءة الأدب، فأقسمت الأم على رفع شكوى ضد ابنها الى الوالي التركي الحاج أحمد أغا... وبرا بقسمها ذهبت وشرحت الموضوع، فأنزعج الحاج أحمد، وقال لها: (هازا عمل قبيح) الله يغول: لا تقل لهما أف! كيف هازا! ولد صايع يشتم حضرتكم!.. ثم نادى على الجلاد وطلب منه الذهاب مع المرأة واحضار ابنها بالقوة! .. خرجت المرأة مع الجلاد وكان ضخما ومدججا بكافة الأسلحة!.. ولما رأت الشرر يتطاير من عينيه، خافت على ابنها وبنفس الوقت لم تستطع التراجـــــع عن الشكوى، لذا اشارت الى أول شاب صادفها وقالت للجلاد، ذاك ابني! فاقتاده بعنف الى مقر الوالي والشاب يتوسل بالجلاد لمعرفة السبب ولكن من دون جدوى. بدأ الحاج أحمد بالمحاكمة وقال للمقبوض عليه (لمازا انتي يكلم امك كلام يغزب ربنا؟) تعجب الشاب وقال للحاكم: مولانا، أمي ميته من زمان وهذي المرأة لا اعرفها! غضب الحاج احمد من نكران الشاب لأمه بالرغم من قسمه بعدم معرفة هذه المرأة. كل هذا والمرأة صامتة لم تنطق بكلمة وانتظرت قرار الوالي الذي أمر ان يعاقب الشاب بالجلد اذا بقي مصرا على النكران أما إذا أعترف فعليه ان يحمل امه على كتفيه ويدور بها في شوارع المدينة الى ان يوصلها الى البيت! وافق الشاب على حمل المرأة والتجول بها والجلاد خلفه للتأكد من تطبيقه بنود الحكم ، وبينما هو في الطريق التقاه احد اخوته وجها لوجه فأندهش الأخ وقال له: ولك، هاي شنو؟ انت ألمن شايل؟ فقال الشاب لأخيه : هاذي أمنا !!! فقال الأخ : ولك..أمنا ماتت من زمان!!! فأجاب الشاب:آني أعرف لكن روح فهّم حاج أحمد آغا !) فذهبت مثلا • هل من احد في الكهــرباء فهم مغـــزى هذه الحكـــاية؟ اشك في ذلــك !!