اللاجئين..بين مطرقة الرفض وسندان القبول

بعد ان شهدت اوربا نزوح في اعداد الﻻجئين لم تشهده الى مر عقود من الزمن وبعد كل ماجرى من احداث وحروب وظلم وجور واعتداء الى ذات النفس البشرية..في كل بقاع الارض كان للقارة العجوز الحظ الاوفر لكل من كان يعاني الاضطهاد والظلم والخطر في ان تكون هي ا ول من توفر له ولعائلته..بعد ان تعهدت اغلب حكومات اوربا بتوفير الامن والاستقرار لمن فقده في بلده..وفي مقدمة الدول هي المانيا..وتبعها اكثر من بلد مثل السويد وقبلهم فنلندا..وغيرهم من دول اوربا..وكان العراق وسوريا في مقدمة من يطلب اللجوء في اوربا بناء على على مايعيشه هاذان البلدان من حروب واقتتال على مر سنين متعاقبة... وكانت اوربا ارض الاحﻻم ...بالنسبة لهم بعد ان علموا ان اوربا تنتظرهم انتظار الفﻻح لغيث المطر..ناهيك عن الزخم الاعﻻمي الذي رافق نزوح الﻻجئين والذي ايظا كان مؤيدا لهم..وبعد كل الذي جرى من نزوح النازحين ولجوء الﻻجئين وامتطائهم يخوت وعبارت الامل..والتي عادة ما تكون هزيلة على بحر ايجة وهو احد افرع البحر المتوسط وهو البحر الهائج الغادر حيث لا يفصل اللاجئ عن الغرق او النجاة سوى سترة النجاة (النجادة)وقارب يكاد يستغيث لكثرة من على ظهره من الﻻجئين..واخذ البحر ماخذه من كثير من الناس ممن لقو حتفهم فيه..لكن هنا وبعد كل هذه المقدمات للتذكير لمن نسى او تناسى مراحل ومأسي الهجرة..لا نلوم البحر على من مات فيه..لاننا نعلم انه في بعض الاحيان يكون غادر خصوصا لمن لايعرف كيف يمتطيه..لكن لومنا هنا على بعض الدول الاوربية التي بدأت بتغيير خططها او مسار عملها مع اللاجئين..فمن كان ينادي وباعلى صوته في معظم اجتماعات دول الاتحاد الاوربي بخصوص اللاجئين بضرورة تسهيل عبورهم ووصولهم الى مبتغاهم..صار بعد فترة وجيزة هو من يبني الاسوار ويضع الاسلاك الشائكة لتحول دون وصول اللاجئ الى بر الامان في اي بلد يختاره ناهيك عن العقوبات التي يتعرض لها اللاجئين اذا مروا بتلك الدول واقلها السجن هذا الحال لمن تعثر في الوصول الى اوربا..اما من حالفهم الحظ في الوصول نرى ايظا تفاوت في المعاملة بين بلد واخر ..فهذا البلد لايستقبل هذه الجنسية من ذاك البلد المعين..وذلك البلد يستقبلهم برحابة صدر وتكون دائما امواج اللاجئ بين مد وجزر حسب سياسة البلد الذي قصده..وهذا الحال يجعلهم دائما بين المطرقة والسندان ..وانا في مقالي هذا اتكلم عن وضع طالبي اللجوء بصورة عامة ولم احدد جنسياتهم ..حتى لا يكون في موضوعي اي حيادية في التعامل مع موضوع اللاجئين..واتمنى ان تكون هذه الحيادية متوفرة ايظا في بعض البلدان الاوربية وهي تتعامل معهم..لا ان تفضل بلد على بلد او لاجئ عل اخر الا بعد انت تاخذ بنظر الاعتبار لماذا اضطر للقدوم الى اوربا وما الذي دفعه الى ذلك..وبعدها تقرر اما ان تمنحه حق اللجوء او من عدمه ..ولابد ان اذكر ان وضع طالبي اللجوء لم يكن متوقعا من الدول الاوربية لكثرة اعدادهم وكثرة جنسياتهم ..وهذا الامر بحد ذاته لم يكن شي سهل لمن استقبلهم من الدول الاوربية..فلهم الفضل في توفير المسكن والماكل والملبس وحتى النقود فهذه تحسب كعلامة مضيئة للدول الاوربية التي وفرت ما استطاعت ان توفره في اكبر عملية نزوح شهدتها اوربا في حياتها..بعد ان فشلت حكومات هؤلاء اللاجئين الذين هم من ابناء جلدتهم في ان يوفروا لهم الامان في بلدانهم ...شكرا لدول الاتحاد الاوربي لكل ما قدموه للاجئين ...في مد يد العون اليهم والوقوف معهم في محنتهم.