ديمقراطية لا دولة إرهابية؟ |
جرت العملية الانتخابية يوم اول أمس بإنسيابية عالية بالرغم من محاولة الجهات المعادية إطلاق إشاعات مخيفة حول توعد الإنتخابات والناخبين بعدد كبير من المفخخات والمتفجرات وإهمال العنف على حد زعمها، ومع ذلك فإن معظم محافظات العراق ساهمت وبعناد نحن معتادون عليه على الذهاب الى صناديق الإقتراع بحرية وشجاعة بل وبعدم إكتراث لكل ما يمكن أن يجري على أرض الواقع ، ولعل هذه السمة التي تميز بها شعبنا تكاد أن تكون حكرا عليه ،لأنه وبالرغم من العمليات الارهابية وجرائم التصفية ومسلسل الإبادة الثأرية من الشعب العراقي جملة وتفصيلا فإن المواطن العراقي مصر على إنتزاع حقه في الحياة والعيش والعمل والإنتخاب الحر وتقرير مصيره بنفسه مهما تكن لدينا من ملاحظات ومن إنتقادات على بعض الحالات التي واجهت الناخبين وأثارة غضبهم مثل غياب الكثير من الأسماء من قائمة الناخبين واضطرارهم للتنقل الى أكثر من مركز إنتخابي وبعض الخروقات التي تحدث في أحسن الانتخابات إلا إن هذا أدى الى نجاح العملية الإنتخابية بشكل عام لم تفلح حالات التحبيط والتيئيس وإشعار الناس بأنه لاجدوى من الذهاب الى الإنتخابات بعد أن كان لسابقيهم من المنتخبين الكثير من الأخطاء ومن الحنث بالوعود والخروج عن المصلحة العامة وإشاعة الفساد في مؤسسات الدولة وغيرها مما كان يجري علنا ويذاع على الناس بالتفصيل الممل ومع ذلك فأن صندوق الإقتراع يبقى الحل الأمثل في تسيير شؤون البلاد والإصرار على تصحيح المسار الديمقراطي ومحاولة العثور على حد إدنى من النزاهة في ادارة البلاد وإعادة إختبار القوى السياسية فيه ومع ذلك فأن الحلم البنفسجي تحقق والعرس العراقي أطلق أصواته العالية وكنت أراقب الناس وهم يذهبون زرافات زرافات الى غابة الأوراق واثقين بالصندوق السحري الذي من شأنه أن يصنع النجاح او الخسارة بين جنبيه، كان العراق ومايزال بلدا مؤهلا لأن يدخل الديمقراطية الى حياته وأن يحسن وضعه النفسي والاجتماعي والاقتصادي فضلا عن الحياة السياسية التي جربت بأن الاحتقان الطائفي والحـــــراب السياسي والشقاق والنفاق عمره قصير بينما بالديمقراطية نستطيع إعادة إعمار العراق والحفاظ على أمنه وسيادته اليس كذلك؟ |