رئيس الوزراء ونائب عريف الشرطة

 

 يروى ان عبد المحسن السعدون رئيس وزراء العراق يرحمه الله كان في زيارة لاخيه الشقيق الشيخ عبد الرزاق السعدون وكان البيك ضئيل الجسم وكان يرتدي دشداشة وبدون غطاء للرأس . وصادف بنفس اليوم مرور نائب عريف من سلك الشرطة من مركز شرطة المدينة على مضيف الشيخ. ولما دخل المسكين كان يتصور نفسه انه اهم شخصية في المضيف! كيف لا وهو نائب عريف مركز شرطة الولاية وهذا ما تعود عليه من أكرام وتقدير.. فلما جاء القهوجي ابتدا ببغداد المحسن فغضب النائب عريف لكنه ابتلع غضبه وتماسك.. ولما حان وقت الغداء وضعوا الصحن الاول امام عبد المحسن.. ولم يهن على الشرطي المسكين ذلك لكنه عاد وابتلع غضبه.. وبعد انتهاء غداء ، جاءوا بابريق الماء لعبد المحسن لكي يغسل يديه… وهنا انفجر نائب العريف ، والتفتت الى الشيخ عبد الرزاق وقال له وبصوت عالٍ: ( شيخ هذا الشيء ما يصير .. ولا صاير كبل) !!

فتبسم الشيخ عبد الرزاق السعدون،وقل له  ها ابو اسماعيل؟خير ان شاء الله ؟) فرد عليه نائب العريف بغضب ( جبتوا الكهوه للمفيريع، ( ويقصد عبد المحسن بيك جاسر الرأس) كلنا ميخالف .. دنيتو الصحن للمفيريع وكلنا ميخالف ،النوب تجون ويغسلون عليه كابلي، والله لو ما حموله جان سويت بيكم مأسويا .. وهنا انفجر الشيخ عبد الرزاق وَعَبَد المحسن بيك وجميع من ذكان حاضرا في المضيف بالضحك، ووسط ذهول هذا الشرطي المسكين .. قال لهم ( اريد اعرف شنو اللي يضحكهم؟) ، فقال له احد الحاضرين : ليش انت ما تعرف هذا المفيريع منهو؟ ، قال له  لا ومنهو هذا.. قابل البيك؟) . ةفقال له  نعم هذا عبد المحسن بيك رئيس وزراء العراق).. فوقع نائب العريف المسكين مغشيا عليه لشدة الخوف والهلع والإحراج.. ومضت الجلسة بضحك الجميع..

واستلطافهم للموقف الذي يعبر عن اعتزاز نائب عريف الشرطة بمكانته واعتباره بين الناس في مضيف شيخ العشيرة وطبعا كان للعريف ونائب العريف مكانة في الوسط الاجتماعي آنذاك.. وبذات الوقت يدلل على عدم معرفة الشرطي بشخص رئيس الوزراء حيث لا تلفزيون وفضائيات ولا مواكب ولا حمايات؟؟