المدن المحرّرة |
معارك تحرير المدن العراقية من داعش مرحلة مهمة نعيشها الآن ولاسيما بعد تحرير الرطبة والتحول صوب الفلوجة وصولا في الأسابيع والأشهر القادمة للمعركة الكبرى لتحرير الموصل التي ظلت تعاني سيطرة تنظيم داعش علىها. وبالتأكـــيد إن القوات الأمنية في السنوات القليلة الماضية تمكنت من تحرير مدن وقصبات عديـــدة بتضحيات كبـــــيرة لكن الأمر لم يكن بالــشكل الذي نريده حيث عاد الإرهـــــاب ليحــــتل هذه المدن ثانية بطرق مختــــــــلفة مما حملنا كعراقيين خسائر بشرية ومادية كبيرة. وهنا علينا أن نضع ستراتيجية ما بعد تحرير المدن؟تلك الستراتيجية التي يجب أن تقوم على مبادىء وأسس قوية أولها بالتأكيد منح الثقة لأبناء المناطق المحررة لإدارة شؤون مدنهم أولا، وثانيا وهو الأهم أن تكون هذه الثقة متبادلة بين أبناء المناطق المحررة والقوات المسلحة العراقية التي هي بالتأكيد ستظل هناك لفترة غير محددة بحكم العمليات العسكرية وعمليات التطهير وحماية المدن من فلول داعش التي لن تستسلم بالسهولة التي يتصورها البعض منا وستظل هنالك جيوب وخلايا نائمة تحاول بين الحين والآخر القيام ببعض العمليات الإرهابية من أجل زعزعة الاستقرار. وهذا الأمر يتطلب أن ينظر كل طرف للآخر بإيجابية بعيدا عن ترسبات الماضي والتي كانت من نتائجها دخول داعش لمدن وقرى وقصبات العراق بالشكل الذي شاهدناه في السنوات الماضية ،والجانب الآخر يتمثل بوجود مشروع وطني حقيقي وليس مجرد شعارات ترفع،هذا المشروع يكون في إطار مصالحة وطنية حقيقية تستند على مفهوم وحدة العراق أرضا وشعبا وتغلق الأبواب أمام أية تدخلات خارجية تحاول استقطاب هذا الطرف أو ذاك على حساب وحدتنا كشعب ظل متعايش آلاف السنين. وأن لا ندع (لشيوخ الفــتنة) من المتربصين بنا والذين كانوا سببا رئيسيا في وجود الإرهاب بصورة عامة وتنظيم”داعش”بشكل خاص لا نستمع لصراخهم وعويلـــــــهم من فنادقهم ذات النجوم العالية بل على أبناء المــــــناطق والمدن المحررة أن يكـــــونوا أكثر وعيا بعد اليوم وأن لا يسمحوا لتجار الحروب وألأزمات أن يتلاعبوا بمصيرهم مرة ثانية، ومن خلال تجــــاربنا الطويلة نجد في وبعد كل معركة مصيرية هـنالك أصواتاً (نشاز) تحاول التقليل من قيمة الانتصار العراقي بشتى الطرق وبأي ثمن كان على حساب مستقبلنا ووحدتنا. والجانـب الآخر أن تركز الحكومة جهودها لإعمار ما يمكن إعماره في هذه المرحلة في المدن المحررة من أجل تأمين عودة النازحين لمدنهم، خاصة وإن عودتهم تمثل أولوية لسكان هذه المدن الذين عانوا كثيرا .في السنتين الماضيتين بالشكل الذي يؤمن ديمومة الحياة فــــــي هذه المدن العراقية التي عادت لأحضان الوطن. إن تحقيق هذا المشروع الوطني ليست مسؤولية الحكومة فقط بل هي مسورلية مشتركة بين الجميع سواء قوى سياسية أو رجال دين وشـــــــــيوخ عشائر ومنظمات مجتــــــمع مدني ، على الجميع أن يشارك في بناء العراق من جــــــديد وفق مبادئ حب الوطن أولا
|