يقول علي عليه السلام(ما معاوية بأدهى مني، لكنة يغدر ويفجر، ولولا كراهية الغدر، لكنت أدهى الناس، واكن كل غدرة فجرة، وكل فجرة كفرة،ولكل غادر لواء، يعرف به يوم القيامة)إستطاع معاوية من الإفلات، من هزيمة مححقة، بعد أن أشار عليه، عمر بن العاص برفع المصاحف، فشق جيش علي عليه السلام إلى فريقين، فريق دعا إلى تحكيم الكتاب، والقسم الآخر كان مع القتال، فأضطرر أمير المؤمنين إلى القبول بالتحكيم. صار شعار الإصلاح، نقمة على العراقيين رفعه الفاسدون، وزايد به المزايدون، فرئيس الوزراء قبل أشهر، أعلن إصلاحاته الترقيعية الهزيلة، ثم ركب موجتها المالكي، فيما يعرف بجبهة الإصلاح، وإعتصام أتباعه في البرلمان، فتعطلت السلطة التشريعية، وصار الخلاف على الشرعية من يمثلها. أما الصدريون إختزلوا الشعب بهم، وصاروا متحدثين بإسمه،فلم يفهم أحد ما يريدون، وما البرنامج الذي يحققون، ومع من هم متحالفون، إذ إننا في نظام برلماني، يعتمد على التحالفات، لتمرير المشاريع الإصلاحية، فهاجموا جميع الكتل والاحزاب السياسية، وأتهموهم بالفساد، وأستثنوا أنفسهم من ذلك، فتارة يعتصمون، ثم يتراجعون، ثم يقتحمون الخضراء فينسحبون، وبعد أيام يعودون للخضراء، فيطردون، ثم لجأوا إلى تطويق الوزاراة، لإجبار الوزراء على الإستقالة، فيأمرهم سيدهم فينسحبون. كل تلك الخطوات غير متوقعة؛ لكنهم يبررون ذلك "بالإصلاح" أما هجومهم على مقرات الأحزاب الشيعية، والفصائل المجاهدة، وتمزيق صور العلماء، والشهداء لا يمكن تبريره، تحت أي ذريعة، وهذا يذكرنا بالدواعش، حين يستبيحون مدينة، يفجرون الأضرحة والمزاراة الشيعية، ويهدمون أي أثر له صلة بأهل البيت. لو لا حظنا الجهات التي فرحت وهللت، بتلك الأحداث، ندرك حجم المؤامرة، التي تحاك ضد العراق، بضرب الشيعة، بعضهم ببعض، لصرف الأنظار، وتشتيت الجهد عن المنازلة الكبرى، بكسر الإرهاب في الفلوجة، وفي كل العراق، فقناة العربية، تصف تلك الأحداث ( قيام متظاهرين بإحراق مقرات شيعية تابعة لإيران) فإن كان هذا من إصلاحا، فبئس الإصلاح، الذي يؤدي إلى الفتنة، والإقتتال بين أبناء المذهب الواحد. وحدت تلك الأفعال المنبوذة، الفصائل الشيعة المختلفة بإدانة تلك الأفعال وحذروا منفذيها من تكرارها، فالشريعة الإسلامية تعطي حق الدفاع عن النفس، كما في قوله تعالى(فمن إعتدى عليكم فأعتدوا عليه بمثل ماإعتدى عليكم وأتقوا الله وإعلموا أن الله مع المتقين).
|