مئة عام على إتفاقية سايكس بيكو

 

 اتفاقية اذلال واستعباد واستعمار وتقسيم.. خطط لها اثنان من دهاقنة الاستعمار العالمي البريطاني – الفرنسي في فجر القرن الماضي الاول جروج سايكس ( بريطاني) والثاني فرانسوا بيكو (فرنسي).

الاتفاقية وقعت في 16/ 5/ 1916 بمباركة كبرى من حكومتي بريطانيا وفرنسا.. وكتب في نهايتها المشؤومة.. الاتفاقية نافذة لمئة عام.. اي انها سوف تنتهي في 16/ 5/ 2016.. ومن خلالها قام الاثنان بتقسيم منطقة الهلال الخصيب على وفق رغبتــــيهما ومصالح دولتيهما فوضعوا حدوداً موهومة ورسموا خرائط واهية لدويلات.. من ميراث الرجل المريض (الدولة العثمانية يومئذ) وهذه الصفة اطلقتها… امبراطور روسيا..

بطرس الاكبر على تلك الامبراطورية المتعبة واسعة الارجاء قام سايكس وبيكو بتقــــسيم العراق وسوريا والاردن ولبنان.. اذ منحت فرنسا سوريا ولبنان والموصل ولبنان واجتزأت الاردن من خارطة سوريا الكبرى..

لتأسيس مملكة صغيرة بأسم مملكة شرقي الاردن.. بينما قسمت كردستان بين العراق وتركيا وسوريا.. ووضعت الموصل تحت الوصاية  الفرنسية بجانب سوريا ولبنان.. لكن الامور تغيرت بعد فترة قصيرة واعيدت الموصل الى وطنها الام (العراق)..

واصرت بريطانيا ان تكون فلسطين تحت حمايتها ووصايتها على الرغم من المطالبة الفرنسية بأن تكون فلسطين تحت حمايتها الا ان اصرار بريطانيا وكانت تتأبط شرا وتبيت شراً اصرت ان تكون فلسطين من محمياتها وفعلاً تم لها ما ارادت.. فكان اول ثمار هذه الاتفاقية المشؤومة  القذرة…

هو وعد بلفور في 2 تشرين الثاني 1917  الذي منحه وزير خارجية بريطانيا بلفور لزعماء الصهاينة في ما أسموه بـ (وطن قومي لليهود) في فلسطين..

وهكذا منح من لا يملك (بريطانيا) ارض فلسطين الى الصهاينة الى من لا يستحق (الصهاينة).. لتصبح مجمعاً شاذاً وغريباً لشذاذ الافاق في اقدس بقعة عربية..

لها قيمتها التاريخية والاعتبارية العميقة في نفوس ابناء الديانات الثلاثة (الاسلامية، المسيحية واليهودية) او ما اصطلح عليه لاحقا بعبارة (ابناء ابراهيم ومن وجود فلول داعش في مناطق هامة جداً من العراق وسوريا ولربما محاولتها لدخول الاردن ايضا.. ولكن دون نجاح الا.. تأكيد على ظهور حدود جديدة.. ترسمها داعش بناءً على ما تم التخطيط لم اصلاً..

على ايدي دهاقنة الاستعمار سايكس وبيكو في عشرات القرن العشرين.

واليوم والامور عادت الى المربع الاول اما آن الاوان للنظر في تلك الحدود المصطنعة  واعادة اللحمة الطبيعية بين المناطق المجزأة بعد طرد داعش الى لا رجعة وتأسيس انظمة ديمقراطية وطنية.. تنال بظلها شعوبها ما تصيو  اليه من حرية واتحاد ورفاهية وتقدم وتنمية وتطور ورفعة.