معطيات انتخابية |
أيام قليلة ويحسم السباق الانتخابي للفوز بمقاعد مجالس المحافظات لتبدأ دورة أخرى محملة بشتى الآمال والأماني المختلفة، فما الذي تعلمناه من الدورات السابقة؟، وهل اكتسبنا وعياً يجعلنا رقماً صعباً في تحديد مسار العملية الانتخابية كما هو مرجو لنا، أم اننا مازلنا داخل أسوار التشكي والبكائيات المتوارثة؟، لا سيما ان اغلب الأحزاب والكيانات السياسية، الكبيرة منها خاصة، لم تفعل شيئاً للخروج من أطر اللامبالاة التي وسمت تعاملها مع هموم ومتطلبات الواقع، ومازالت تراهن بشدة على (المناطقية – العشائرية – الطائفية) بالرغم من اخفاق جميع شعاراتها السابقة، ولم تحقق أدنى ما تتمناه أية فئة من المجتمع. وهاهي تعود اليها الآن في حملاتها الانتخابية كماركة تجارية مسجلة لا تعرف غيرها، فمن أجل البقاء في السلطة يجب أن يبقى الناس في الوضع الذي هم فيه، ما جعل مفهوماً كالوطنية - وهو ما يجب أن يفرض كأساس للتعامل- مفهوماً غريباً وبارداً في الوقت ذاته، إن لم يكن إشكالاً آخر يندرج ضمن الإشكالات المتوالدة يوماً بعد آخر.. في خضم واقعنا السياسي والاجتماعي، والذي بات لا يستحق التضحيات المقدمة من قبل أفراد المجتمع وبالطبع ستجتهد غالبية الطبقات المهمشة كثيراً لكي تصل إلى أقل توازن مع الواقع المعاش. والأمر برمته يُفسر كذلك مدى إساءتنا للديمقراطية. |