نعم العراقي" ابو غيرة " ، بكل تأكيد العراقي صاحب نخوة وشهامة ، حقا انه " ابو الكرم والجود والضيافة العربية الأصيلة "، لاشك انه إنساني الى حد الدمعة ، يعرف ذلك القاصي والداني ولكن وبسبب الحروب المتلاحقة و الحصارالغاشم الذي فرض عليه عام 1991 ولمدة 13 عاما ما اسفر عن وفاة مليون ونصف الميلون عراقي من جراء الجوع والمرض ونقص الأدوية وفقر الدم والتلوث وما رافقه من هجرة الألوف من ابنائه وكفاءاته وما أعقبه من دمار وإحتلال أسفر في المحصلة النهائية وبعد ذلكم التأريخ الموحش والمتوحش عن تمزق النسيج الإجتماعي وتغيير المنظومة القيمية والأخلاقية برمتها ولعل هذه واحدة من أسباب فرض الحصار الجائر وطبخه في المطابخ الأنجلو "سكسية " فأصبح من الموظفين العراقيين المشهود لهم بالنزاهة وبياض اليد ولأول مرة في تأريخهم من يرتشي بما يعرف محليا بـ" دهن السير " ، وبات من القضاة العدول ولأول مرة في تأريخ القضاء العراقي من يتلاعب بالحكم لصالح احد المتخاصمين بناء على من يدفع أكثر وقد يكون الثمن خروفا او زجاجة سكوتش ويسكي معتقة ! وأضحى من المدرسين والمعلمين ولأول مرة من يبيع الأسئلة الى أغنياء الطلبة ، ومن الضباط العراقيين المشهود لهم بالشجاعة والفروسية من يأخذ الأتاوات من مجنديه ومرؤوسيه ليبنوا له دارا سكنية او يزرعوا له بستانا مقابل تمتعهم بإجازات مفتوحة عبر ورقة تسمى ( عدم التعرض ) على ان تسلم رواتبهم له شهريا ! هل سأغالط نفسي وانا الباحث اليومي الدؤوب وعلى مدار الساعة في طبيعة الشخصية العراقية عموما والبغدادية على وجه الخصوص مصدقا بأن نساء خليجيات " يبين" الزواج بعراقي يدافع عنهن ومحاكم الأحوال الشخصية العراقية بعد ارتفاع معدلات الطلاق بنسبة 200% وانخفاض معدلات الزواج بنسبة 50% مليئة بآلاف الملفات لنساء مطلقات لم تتسلم واحدة منهن قط مؤخر صداقها واتحدى !!، اين فتى احلام الخليجيات الموهوم من ستة ملايين عانس ومطلقة فضلا عن ثلاثة ملايين ارملة ..أين ؟ لن اتحدث عن النازحات والمهجرات واللاجئات والمشردات وزواج القاصرات والعرفي والمتعة والمسيار والمسفار والكصة بكصة من - كراكيب - تعدت أعمارهم السبعين عاما وربما اكثر، لن اتحدث عن النهوة - منع القريبة من الزواج - وبنت العم لأبن العم واللي يوصل حدها انكص ايدوووو وراسوووو اذا إستلزم الأمر كذلك ! .
هل سأصدق ان فتيان - الصدمة - إلا من رحم الله ، بارين بوالديهم بناء على طروحات الـ MBC1 ومئات الآباء والأمهات يلقى بهم في دور المسنين والعجزة او على قارعة الطرق او في منازل الأقرباء والأصدقاء والجيران بعد ان تخلى عنهم الأبناء والبنات ممن لا يكلفون انفسهم حتى مجرد الاتصال بهم هاتفيا خوفا من نفاد كارت الرصيد - عراقنا وآسيا سيل وكورك - ؟ هل سأفترض بناء على حلقة واحدة من برنامج الصدمة وانا اتابع ألآف الحلقات الواقعية ميدانيا بأن " المصاب بمتلازمة داون او المنغول كما كان يعرف سابقا قبل اعتراض منغوليا على التسمية كونها تجرح شعبا بأسره ، يعامل عراقيا باحترام ، انا وبحكم عملي الصحفي والإنساني وفي كل يوم أرى كيف يهان المصابون بمتلازمة داون ويضربون ويعنفون ويضحك عليهم ويستهزأ بهم في كل مكان ويصبحون مثارا للسخرية المقذعة اينما حلوا أو إرتحلوا ، يصدق الكلام على اطفال التوحد وذوي الاحتياجات الخاصة والصم والبكم والمكفوفين والمعتوهين والمبروصين ؟ هل سأفترض ان الشاب العراقي إلا من رحم الله يدافع عن النساء المتحرش بهن بناء على حلقة في برنامج الصدمة وان النساء الخليجيات بودهن الاقتران بنشامى امثالهم بناء على ذلك مع ان من المدافعين اليوميين في مثل هذه الحالات وقبل ساعة فقط كانوا قد " صجموا " بمعنى تحرشوا بجميع النسوة في الأسواق بمن فيهن المتزوجات ، الصغيرات منهن والكبيرات ، على سواء ، ناهيك عن توزيع رقم هواتفهم - النشالة - عبر البلو توث ، اما عن قذف المحصنات الغافلات والطعن في اعراض الأمهات والأخوات والخالات والعمات والجارات والزميلات وهي من الكبائر ومن السبع الموبقات فعادة دارجة محليا يعرفها كل من ذرف دمعة على " الصدمة " ليست بحاجة الى اسهاب ، اما عن النظر الى محاسنهن ومفاتنهن فهذا أمر شائع قل من ينجو منه ولا أزكي نفسي الأمارة بالسوء من ذلك ، وكذلك التحرش بالنساء على خاص تويتر وانستغرام وفيس بوك ولي فيه مقال آخر في القريب العاجل بمشيئة الله . قديما كان شقاوات بغداد " وهم من أسافل خلق الله قاطبة " يأنفون من - التحرش " بنساء المحلة ويدافعون عنهن بكل شراسة فيما يطلقون العنان لغرائزهم حيال نساء المحلات الأخرى امعانا في اذلال شقاواتها ..وفي حال " صجم " أحدهم فتاة محلته فأن القيامة تقوم ، اتعلمون لماذا ؟ ، لأن التحرش ببنت المحلة يعني ان شقاوة او أزعر او قبضاي الحارة الشعبية " خيخه ..أي كلام ..طنطة " وهذا طعن بشجاعة ورجولة الشقي سيفقد المحلة وأشقيائها هيبتهم ولاريب " .
ولمن أراد الإستفاضة فعليه بكتاب ( لمحات اجتماعية من تأريخ العراق الحديث ) للدكتور علي الوردي، بغية الأطلاع على طبيعة الشخصية العراقية المتناقضة الى حد اللعنة ، شخصية يبكيها مسلسل تركي درامي وفيلم هندي افتراضي واغنية حزينة يسبقها موال أشد حزنا ، فيما تبهجها وتسعدها مئات الصور لأشلاء آدمية مقطعة وممزقة ومتناثرة ومحترقة تبث يوميا على يوتيوب كونها تعود لمخلوقات - معادية لها عرقيا وطائفيا ودينيا - على حد فهمها ووصفها وعلمها المتواضع بل قل الوضيع !.
فعلا انا مصدوم ولكن ليس من برنامج " الصدمة" للمبدع العراقي ، أوس الشرقي، وهو مخرج مسلسل (سيلفي) ايضا ، بل من ردود أفعال من يعلمون الحقيقة كاملة - سكوب ملون - ويتظاهرون بأنهم لايعرفونها ويدسون رؤوسهم في التراب كالنعام هربا منها ، نعم المسلسل الصادم يستعرض الجانب الأخلاقي والأنساني الذي كنا وكان آباؤنا وأجدادنا عليه ونطمح جميعنا على إختلاف مكوناتنا بالعودة إليه إلا ان الواقع المتردي يحول من دون تلكم العودة الميمونة حتى حين ، علما انه وهذه نقطة في غاية الأهمية ومن خلال المولات والأسواق وملابس المتبضعين واشكالهم التي تظهر في البرنامج يبدو جليا بأن حلقاته قد صورت في الأحياء الراقية من بغداد تحديدا ( المنصور ، زيونة ، الكرادة خارج ، المسبح ، الوزيرية وماشاكل ) ، مناطق ليس فيها تعصب طائفي ولا مذهبي ولا ديني ولا اثني ، أحياء أهلها مسالمون عموما ، انسانيون ، مثقفون ، متآلفون ، متآخون ، متصاهرون ، متحابون ، كما كنا سابقا ولو انتقلت الكاميرا الى مناطق لاتتسم بهذه الصفات من دون الحاجة الى تسميتها بجانبي الكرخ والرصافة من العاصمة لإكتشفنا ومع شديد الأسف كيف ان العكس تماما هو الصحيح الى حد ..الصدمة .اودعناكم اغاتي
|