دولة بلا دستور

 

عُرفت دول العالم بكل اشكالها ملكية كانت ام جمهورية احترامها الكامل للدستور الذي وضعه اسلافها بكل مفرداته ..ويتم تطبيق مواد هذا الدستور بالشكل الذي ينظم القواعد الاساسيه بين السلطات ويبين حدود كل سلطة منها …وكذلك فان الدستور هو الذي يبين ويحمي الحقوق والواجبات لابناء الشعب افرادا وجماعات..هذا الاحترام والتطبيق والقوانين التي ترتبت من جراء الدستور جعل من هذه الدول امم متحضرة ..امتلكت سريعا حضارات مادية وثقافية باهرة أصبحت اليوم منارة واعجوبة لنا نحن الدول الناميه ودول العالم الثالث كما يسمينا العالم الغربي .. ولابد من الاشاره ان هذا التقدم السريع في بناء الحضارة والتكنلوجيا الذي تعيشه دول العالم الغربي لم يتحقق لولا قيام السلطات الحكوميه وافراد الشعب باحترام القانون وتطبيقه …حتى وان كانت بعض هذه القوانين والضوابط لها علاقة بالاسرة ومعيشتها داخل البيت !!!!!نعم وخصوصا فيما يتعلق بالعلاقه بين الزوج والزوجه ..وطبيعة تربية الاطفال منذ نعومة اظفارهم ..وهكذا فيما يتعلق بحقوق الانسان من صحة وتعليم وسكن وخدمات …هذه المفردات تـَفاعلَ المواطن الغربي معها وحافظ عليها بعد ان شعر بصدق ونية الحكام في تنميتها بما يصب في مصلحة تلك المجتمعات. بالامس وانا اتصفح مواد دستورنا الغائب الحاضر .الذي تم الاستفتاء عليه عام 2006 ودخل حيز التنفيذ في عام 2006 في الوقت الذي كان العراق تحت نير الاحتلال الامريكي البغيض في ظل حكومة سيء الصيت الحاكم المدني بول برايمر .لم أجد من هذا الدستور ما طبق على ارض الواقع ولو بمادة واحده ..باستثناء بعض المواد المتعلقه بتسمية السلطات وبعض التسميات الاداريه الاخرى ..حبر على ورق ؟؟!! فلا حقوق مواطنه ولا قانون ترتب على هذا الدستور ولا حقوق في الثروات ..ولا حقوق انسان من حيث السكن والخدمات والصحه والتعليم ……فهل وُضع هذا الدستور المرفوض اساسا منا نحن المتابعون والمثقفون..كي يُخدع الشعب العراقي ؟؟..وتقول حكوماتنا الرشيده التي تعاقبت على حكم العراق بعد 2003 كتبت دستور دائم للبلاد ..أم انه دستور وُضع ليجد مكان له على الرفوف .؟؟!! لقد افسد مايسمى السياسيون الدستور واطلقوا عليه رصاصة الرحمة.بعد أن تجاوزوا هم كل معانيه الساميه ..مع غياب الدور الحقيقي للقضاء في المتابعه والاحالة والحكم ..سادت الفوضى وابتعد القانون .وحل محلهما السلاح ..واصبحت اليوم الحياة للاقوى سياسيا واجتماعيا ..وأصبح المواطن المسالم المثقف الوطني حلقة ضعيفة يصعب عليه العيش وسط غابة القوي فيها يأكل الضعيف …هنا غابت . كل الحقوق …يُعتدى على الطبيب داخل المستشفيات ..وعلى المدرس والمعلم في المدارس ..أنقاض ونفايات تملأ احياء المدن .بطالة لاحدود لها ..رشاوى في كل مفاصل الدوله …حقوق السكن .تفتقدها شريحة كبيرة من ابناء الشعب ..طرق غير معبده ..سيطرات عسكرية تنتشر في كل شوارع العاصمه ..تسلب الكثير من الحريات .وتعرض كرامة المواطن الى الاهانه ..غياب العدالة والمساواة ..بسبب.تعدد الاحزاب المتنفذه .. فقد الانسان معانيه وقيمه الانسانيه بعد أن أصبح روح وجسد يمكن . القضاء عليه بأي وقت .. دون حسيب ورقيب ..يقتل في الشارع ..يقتل في السوق ..يقتل في الجوامع والمساجد ..بل يقتل في بيته . غاب الامن بعد أن غاب القانون ..؟؟. الاخطر من كل ذلك أن أجيال نشأت وترعرت في ظل هذا الجحيم والخوف كل الخوف أن تكون قد ترسخت في عقولها وافكارها الجريمة والقتل والفساد ..الخوف كل الخوف أن تتحول هذه المظاهر الى ثقافة . تتوارثها الاجيال جيل بعد جيل ؟؟ لا نريد وطن مذبوح ..لا نريد بلد تنتشر فيه الفوضى والفساد والجريمه .لا نريد عراق بلا قانون ولا أمان فيه ..نريد أن نعيش كما تعيش شعوب . ابسط دول العالم …نصرخ بوجوهكم ايها الحكام ..ايها السياسيون ..انتم سبب دمار هذا البلد وشعبه ..ستتحملون المسؤولية كل المسؤولية عن كل ما جرى ..وسيذكركم التاريخ بحروف سوداء يؤطرها العار …وستلاحقكم الملايين من ارواح الابرياء ولن تنفعكم ميليشياتكم واموال الحرام التي اكتنزتموها من فم الفقراء وحقوقهم .أما الدستور الذي أعنيه فهو الدستور الذي يكتبه المختصون من رجال القانون الذين ولدوا من رحم أم عراقية الاصل والجذور …وليس الدستور الذي يُكتب على يد من يريد بالعراق واهله شرا وتمزيقا. وتحت حراب المحتل الامريكي المجرم . أخيرا أقولها بصوت عال ..لا نريد العيش بعراق بلا دســتور ولا قانون.