الأحزاب السياسية تبدل جلدها وشعاراتها لخداع المواطن العراقي

بغداد – بدأت القوى السياسية العراقية بتغيير جلدها وإعادة تنظيف شعاراتها التي أعتراها الغبار والنسيان منذ الإنتخابات الماضية، وتلميع شخوصها، والبراءة ممن يمكن أن يقف حجر عثرة أمام الحصول على مكاسب سياسية في الإنتخابات المحلية التي من المزمع عقدها في العشرين من نيسان المقبل.

فقد كشف مصدر مقرب من حركة "تجديد" التي يرأسها نائب رئيس الجمهورية المحكوم غيابيا بالاعدام أربع مرات، بأن الحركة قررت تغيير اسمها الى "العدالة والبناء" لافتا الى انهم توصلوا الى شبه اتفاق مع وزير المالي رافع العيساوي لقيادتها، والبراءة من فترة تولي الهاشمي للحزب، وأنهاء علاقته به بصورة نهائية.

وقال المصدر، أن حركة "تجديد" عقدت سلسلة إجتماعات في الايام القليلة الماضية في العاصمة العراقية بغداد بحثت خلالها آخر التطورات السياسية في العراق والاستعداد للمشاركة في إنتخابات مجالس المحافظات المقررة في نيسان من العام المقبل.

وأكد أن اجتماع قادتها الأخير قبل عيد الاضحى، توصل الى اجماع قيادات الحركة بتغيير إسمها  من "تجديد" الى "العدالة والبناء".

وأوضح أن الحركة ستخوض إنتخابات مجالس المحافظات ضمن تحالف سياسي وانتخابي جديد يصار الى بلورته واعلانه قريباً، مبينا ان وزير المالية رافع العيساوي، سيكون على رأس الحركة.

وأصدرت المحكمة الجنائية العراقية المركزية حكما غيابيا هو الرابع بالإعدام شنقا حتى الموت بحق الهاشمي ومدير مكتبه وصهره أحمد قحطان بعد إدانتهما بتهمة إدارة "فرق موت إرهابية"، وتحديدا باغتيال مدير عام في وزارة الأمن الوطني وضابط في وزارة الداخلية ومحامية، وأستهداف زوار أربعينية الإمام الحسين عام 2011.

إلى ذلك أعلنت مصادر مقربة من رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي عزمه خوض الإنتخابات المحلية المقبلة بقائمة منفردة بعيدا عن القائمة العراقية لافتا الى انها ستكون حصرية بمحافظة نينوى.

وقال ابراهيم النعيمي احد مؤسسي تجمع عراقيون وطنيون المسمى الجديد لتكتل النجيفي الذي سيدخل الانتخابات القادمة، ان التجمع الجديد يهدف للمشاركة في العملية السياسية، مبينا انه يحمل رؤى وطنية مختلفة عن توجه القائمة العراقية، واضاف ان التجمع الجديد سيخرج من خيمة القائمة العراقية التي اعتبرها بحكم المنهارة جسديا.

وتعاني القائمة العراقية من الكثير من الانشقاقات والتي كان اولها اعلان القيادي فيها جمال البطيخ انشقاقه تحت مسمى العراقية البيضاء ومن ثم تبعه انشقاق اخر بعنوان العراقية الحرة.

ويرى المحلل السياسي أحمد علوان أن تغيير الأحزاب السياسية لصورتها العامة والمعروفة لدى المواطن العراقي، محاولة لخداعه مرة أخرى برفع شعارات وأختيار قيادات جديدة، بينما المضمون والهدف يبقى ذاته مادام المحرك الرئيسي والراسم الأكبر لكل العملية السياسية في العراق هي بريطانيا وأمريكا، فهذه التحركات والتحالفات والتفاهمات عبارة عن تغطية وخداع للناخب العراقي بينما أن الملامح العامة لنتائج الإنتخابات المحلية تم وضعها والموافقة عليها في بريطانيا، والتي تعتمد على توزيع المغانم بين المتحالفين مع البريطانيين والأمريكان.