واخيرا تحررت الفلوجة


اخيرا وبعد طول انتظار غير مبرر، اخيرا وبعد ان تحررت معظم مدن الانبار، اخيرا وبعد ان تمادى الارهابيون كثيرا انطلاقا منها تحررت المدينة التي اختطفها الارهابيون وجعلوا منها مدينة "رمزا" بمواصفات ارهابية خاصة.
بعد عدة اسابيع من القتال تحررت الفلوجة وعادت الى احضان العراق بعد ان كانت بيد الظلاميين! دماء وتضحيات الجيش والحشد الشعبي ومن ساندهم من الحشد العشائري انجبت النصر، هؤلاء بذلوا الغالي والرخيص كي نحتفل جميعا بهذه اللحظة الفارقة في تاريخ صراعنا مع الارهاب.
ثلة من شباب العراق الشجعان لووا ذراع الارادات السياسية الدولية والاقليمية، وعبث النفط واسقاطات التاريخ لكي تبقى معظم مدننا بعز وكرامة، سنتان بفضل سيل دمائهم استعدنا ما فقدناه بلحظة طيش... هذه لحظات لا يجب ان نفرط بها وتمر علينا مرور الكرام. يجب ان نثمن شجاعة الاخرين الذين فسحوا لنا المجال ان نتجادل، نتظاهر نتمرد باسترخاء تام بعيدا عن نيران الارهاب. ما ننعم به لم يأت بلا ثمن من هنا يجب ان نتعلم الدرس ونرد الجميل وان لا نكرر الخطايا السابقة.
ما قدم من تضحيات لا يجب ان يذهب سدى، ويترك ذلك الانجاز لعبث السياسيين كي يجعلوا منه مجرد شعارات انتخابية تتبخر في لحظة الحقيقة ويعود الارهاب من جديد بوجوه جديدة، يجب ان نتعلم وان لا نسمح للإرهابيين بالعودة مرة اخرى، لقد جاءت داعش بثوب القاعدة في السنوات الاولى لسقوط صدام حسين، ثم غيرت جلدها الى دولة اسلامية على منهج النبوة، ويمكن ان تلبس جلبابا اخر وتبدأ من الفلوجة كما فعلت سابقا، من هنا لا ينبغي ان تترك الفلوجة فريسة للجماعات الارهابية. واهلها الذين لا يجب ان نحمّل جميعهم وزر ما حصل يجب ان يتحملوا المسؤولية هذه المرة ويقفوا سدا منيعا بوجه شعارات الدفاع عن سنة العراق ثم يبطش اصحابها بسنة العراق اكثر من غيرهم، وما حصل في السنوات والاشهر السابقة شاهد على ذلك.
ان زخم الانتصارات اعاد لنا الامل والثقة من جديد، علينا استثمار ذلك فربما تكون تلك اللحظة الفارقة بارقة الامل الاخيرة في ان نعيش في خارطة واحدة.