دولتنا حقنا ... و هتلر شخص الداء

ان تأثير الخيانة و الطعن من الخلف أكبر و أشرس من طعنات الاعداء الخارجين الذين يتم مواجهتهم بكل قوة ، و لا يكاد ينهزم جيش أو تحتل دولة إلا و يكون للخيانة دور فيها , و هذا يعني بأن قوة أي جيش أو دولة في توحيد صفها الداخلي و الوحدة الوطنية و روابطها الرصينة و التي تجعل منهم جسداً واحداً إذا أشتكى منه عضو تداعى لها سائر الجسد بالسهر و الحمى .
هتلر هذه الشخصية التي تركت بصمتها في التاريخ كان عريفاً في الجيش الالماني إبان الحرب العالمية الاولى عام (1914) وقد كان راقداً في المستشفى لأصابته بالعمى المؤقت من قنبلة الغاز عام (1918) عندما حلت الهزيمة بالمانيا و عمت الفوضى في البلاد ، و ما أن خرج من المستشفى و رأى الدمار الذي أصاب دولته ، فسادته نزعة عارمة من الحزن على شعبه , هذا الحزن كان دافعاً وراء بحث (هتلر) عن أسباب هزيمة المانيا ، وأنه كان متيقناً من ضروب الخيانة الشديدة التي طعنت الجيش الالماني من الخلف لأدراكه بقوة جيش بلاده أمام الاعداء , و راح يفكر في تلك الأسباب العديدة التي أدت الى الهزيمة من خلال تجاربه وقراءته لقصص الغدر و الخيانة و توصل الى نتائج مقنعة بأن المانيا قد أصيب بطعنة غادرة من الخلف و أبطالها هم اليهود بدسائسهم و مؤامراتهم , بالاضافة الى الشيوعيين (حسب ما جاء في مذكرات تشرشل)، و شعر بالواجب أن ينقذ المانيا من هذا المرض الخبيث و النهوض بشعبه الى مستقبل أفضل و بدأ خطواته سريعاً نحو القيادة حتى تمكن من ذلك .
علينا نحن الكورد أن نعتبر من هذه التجربة التي هي مرّة للعديد و لكنها تشخص الداء الذي نعاني منها حيث لا يختلف أثنان من الكورد سواء المثقفين او العاميين بان أحد الاسباب إن لم يكن رئيساً لعدم حصول هذه القومية العريقة على كيان سياسي يمكنّه من تقرير مصيره هو الكورد نفسه فما قامت ثورة أو أنتفاضة أو أمارة إلا يكون هزيمتها بطعن من الخلف من بني جنسه ،و أن الاعداء فقهوا تماماً بأن هذا الشعب الصامد لا يمكن دحره بالمواجهه المباشرة لقوة أرادته و صلابته ، فعملوا على أضعاف وحدته و أهتزاز صفه الداخلي بدوافع و أسباب واهية و هذه الصفة أستغلها القوى الاقليمية و الدولية و لاتزال ، فما أن يقترب هذا الشعب من نيل حقوقه المشروعة إلا و تبدأ فئة معينة تحت ذرائع( عدم نضوج الفكر القومي و عدم مناسبة الوقت و ضعف الدعم الدولي المطلوب ... الخ) و تريد أن تحيد المسير عن الطريق و هي في الأصل تمثل طعناً من الخلف لهذا المشروع ...
ففي الوقت الحاضر تتكاثف الجهود الداخلية و الدولية التي تبذلها القيادة السياسية الكوردستانية و تتخذ خطوات جريئة نحو الأستفتاء و الأعلان عن دولتنا كحق قانوني و سياسي مشروع و أن الضروف الدولية مناسبة و أن الدور الذي لعبه الشعب الكوردستاني بقواته من البيشمةركة و الاجهزة الامنية من صد هجمات (داعش) أعداء الانسانية و مصدر التهديد على الأمن و السلم العالميين ذاع صيته و أثبت جدارته في كسر شوكة داعش و ضرب مشروعهم بتدمير المنطقة , و أن المجتمع الدولي أدرك ذلك و أن المعونات العسكرية و المادية خير دليل على ذلك , و في هذا الوقت تتعالى الأصوات من هنا و هناك بأن الوقت غير مناسب أو أن الاستفتاء سيقابل بالرفض من قبل العراق و الدول المجاورة أو أن الاستفتاء هي مجرد دعاية سياسية لحزب معين و وجود مشاكل و أزمات مالية داخلية كل ذلك تمثل طعناً من الخلف .. لذا فان كل القوى السياسية الكوردستانية و منظمات المجتمع المدني و الشعب برمته مطالب بتعزيز وحدته الوطنية و رص الصفوف و نبذ الخلافات الحزبية و الشخصية جانباً لأن الفرصة مؤاتيه ، و ليكن حبنا لوطننا حب هتلر لألمانيا و حزننا كحزنه لنتمكن من القيام بهذا الشعب المظلوم و أرتقاءه الى مستوى الشعوب المتقدمة ليكمل دوره في خدمة الانسانية كما كان سابقاً .