للقوى المتحكمة بالأرض أجندات وبرامج وخرائط وخطط , ولكي تنفذها عليها أن تجد قادة جهلاء يجيدون التوقيع وحسب , ولا يمتلكون قدرات معرفية وخبرات قيادية وسياسية ذات آليات إدراكية وتصورية وتحسبية , بل يتميزون بالإندفاعية والأنانية والنرجسية والشعور بالقوة والعظمة , فيصبحون أداة طيعة للتنفيذ والتمرير والتدمير. حصل ذلك في سنة ألفين وواحد عندما قررت المحكمة تعيين رئيس محدود الثقافة والمعرفة السياسية والقيادية , وتم تمرير القرارات الشرسة التي دمرت وطنا وشردت شعبا وتواصلت في تداعياتها المريرة لتشمل المنطقة بأسرها. ويبدو أن المرحلة القادمة ستشهد تطورات عالمية خطيرة وقاسية جدا , وستقوم فيها حروب وصراعات واسعة وفظيعة , ولابد من جاهل سياسي للقيام بالدور المطلوب , وتنفيذ البرامج والأجندات. ولهذا فأن الأجهل هو الذي سيفوز , والأعرف سينهزم ولن يتمكن من القيادة , لأن خبرته وتقديره الموضوعي والعلمي سيمنعانه من التحول إلى دمية للأجندات المطلوبة , والخرائط المرسومة والتطلعات المكتوبة بحبر سرّي. وما يحصل في إحدى الدول الكبرى من تفاعلات إنتخابية تشير بوضوح إلى أن البوصلة الإختيارية والفوز المحقق سيكون من صالح الأجهل , والأكثر إندفاعية وتطرف ونرجسية وكبرياء وغرور. فالذي يجري في جهة أن الخصمان يتصارعان والمطلوب إثباته أن يفوز الذي رست عليه إرادة الأجندات والبرامج الفتاكة , التي تعصف بالبشرية منذ مطلع هذا القرن السعير , وبذلك فأن المنطقة العربية ربما ستتعرض لهجمات أفظع مما حصل لها وسيكون التدخل وقحا وشرسا , وستتكالب الوحوش بعدوانية منفلتة لغياب قدرات الردع والسيادة الوطنية والفكرية والنفسية والعقائدية , وستتحول البلاد العربية إلى سوح غاب ووعيد ومزيد من الخراب والدمار والهلاك . وسيتم إبتلاع العديد منها من قبل الدول الإقليمية الصاعدة. وربما ستدخل البشرية في حرب عالمية جديدة هائلة تتسيّد فيها الأسلحة النووية بقدراتها المتنوعة , وسيتم إستهداف بلاد العرب أوطاني تحت ذريعة الإرهاب والمجاميع الإرهابية , التي يمضي تمريرها على العرب حتى ليصبح كل عربي إرهابي وكل مسلم إرهابي , ولا بد من محاربتهم جميعا بإسم الإرهاب , وما يتم تقديمه من أدلة وإنجازات همجية لجماعات وفئات مختومة بختم الإسلام. وقد زُرعت الدول العربية بالعديد من هذه المجاميع الجرثومية الساعية لإصابة المجتمعات العربية والإسلامية كافة بطاعون الإرهاب المروّع , الذي يعني ما يعنيه من غايات وتطلعات فتّاكة , ومشاريع إهلاكية وتحريفية مدمّرة. نسأل الله أن يرأف بعباده المساكين الذين ذاقوا مرارات سقر , وهم في دنيا البشر ولا يُحسبون من البشر!!
|