رحلتي البائسة الى العراق .. رحلة قتل الحنين !

رجعت قبل ثلاثة أيام من زيارتي المفاجئة للعراق ..فبعد إحتراق شقتي في أميركا وشعوري بالصدمة .. إتخذت قرارا متسرعاً وخاطئاً ( كعادتي) في الظروف الصعبة حيث تضغط عليَ مشاعر الإكتئاب وتدفعني للتهور .. وهكذا ذهبت الى مدينتي كربلاء .

كانت الصدمة الأولى لي هي انني حينما وصلت لم أشعر بالإنتماء للعراق .. حيث تبددت المشاعر الرومانسية حول الوطن والحنين اليه .. كنتُ مهتماً بمشاكلي ومصالحي الشخصية فقط لدرجة إمتنعت عن سماع الأخبار ومعاينة الواقع .. لم يكن يوجد أي شيء يعنيني هناك .


لاأريد الحديث عن الواقع السياسي والإجتماعي .. فأنا أشعر بالقرف مما يجري في العراق من خراب ودمار .. لقد إختفى الوطن الإفتراضي الذي كنت أحلم به ، وحل محله جزر ومقاطعات وجيوش مختلفة ، وساد فيه الفساد وسرقة المال العام ، وإفتقدنا للنخب السياسية الشريفة !


مؤسف جدا لم أشاهد هناك شيئا من أحلامي في المهجر حول الوطن .. وهنا لاأبريء نفسي فقد يكون كلامي المتشائم هذا نتيجة حالتي الإكتئاب النفسي الموجودة عندي والتي أرى الناس والحياة من خلالها في عملية إسقاط مرضي غير صحيح على العالم الخارجي .


بعد العودة الى أميركا قاومت الأفكار الرومانسية التي تدفعني لكتابة سلسلة مقالات حول سفري الى العراق .. بل سخرت منها .. من أنا ، وماقيمة ما سأقوله ، وماهي فائدته للقراء ؟!


أعتبرها رحلة قتل الحنين الرومانسي للوطن .. وبعد هذه الرحلة أدركت ان مصلحتي الشخصية وراحتي وشعوري بالأمان النفسي والمالي موجود هنا في الولايات المتحدة الأميركية .. كنت ولاأزال أشعر بالتقصير والذنب نحو أميركا التي قدمت لي الكثير من الخدمات بينما أنا لم أقدم لها شيئا !


تنويه :

أعتذر لم أكتب شيئا عن تحرير الفلوجة من شياطين الإرهاب لأن هذه المدينة القبيحة لاتعني لي شيئا وسيظل السنة على حقدهم ومؤامراتهم ضد الشيعة .. لذا يجب على الشيعة مغادرة أوهام العيش المشترك مع السنة والتفكير بمصالح طائفتهم .. وإنتاج نخب وقادة شرفاء يستطيعون الدفاع عن الكيان الشيعي بصدق وإخلاص.