معركة أحد.. درس الفلوجة

التاريخ حِكَمٌ ومواعظُ؛ وجيشنا الذي ترك أسلحته في "الموصل" إستعادها، من فلول عصابات "داعش" المهزومة، في "الفلوجة" تجرجر أذيال الخيبة.. أفاد الجيش من نكبة "الموصل" مثلما أفاد المسلمون من هزيمة "أحد" لأنهم إنشغلوا بغنائم الدنيا عن تعليمات الرسول محمد "ص" العسكرية التي توحى له من الرب!

الدرسان أسهما في تأسيس دولة إيمان.. ولا أحد يتعلم مجانا! إنهما ثمن القيمة الكبرى التي تفقه بها المسلمون، طوع ما يوحيه الرب للرسول، مثلما وعى الجيش درس "الموصل" ولن يفرط بقيم الجندية وفروسية العسكر...

إنزاح ألم سنتين كلكلتا بثقل وهنهما قاسي المهانة على الجيش.. إنجلى جزء من الغمة، وإستعاد الجيش ثقة الشعب، بعد أن تمكن من تحرير "الفلوجة" هازما "داعش" التي فر منها، قبل أن يراها، في أغرب منازلة عسكرية؛ فالهزيمة خطوة أولى على طريق النصر؛ إذ هرب 40 ألف مقاتل مدرب ومجهز بأحدث الأسلحة الفتاكة، قبل وصول 7 آلاف "عصابجي" أهوج، يحملون بنادق عديمة الكفاءة، تاركين لها السلاح الحديث الذي أبهظ ميزانية العراق.

يحق لنا أن نبارك للجيش وقائده الأعلى رئيس الوزراء د. حيدر العبادي، المنجز العراقي العظيم، بتحرير "الفلوجة" وهم يتوجهون لتحرير "الموصل" بعد سنتين من الهوان العسكري، وعت القوات المسلحة، حجم الشرف التاريخي الذي فرطت به، وبتحرير "الفلوجة" إستعادتها، ما حية أثر هزيمة "الموصل" من الذاكرة القريبة، مثلما عاد "أخيل" لمقاتلة "أغاممنون" في الأساطير اليونانية،...

وها هي ترابط بمسؤولية خالصة، عند خطوط الصد.. تواجه "داعش" وأية قوى تريد شرا بالعراق، وعلى هامش العمليات العسكرية، أثبت الحشد الشعبي، أخلاق فرسان تحلى بها، وهو يؤمن أهالي الفلوجة.. ويطمئنهم ويرعى شؤون مصالحهم ويوقرهم.. مبيتا وطعاما وشرابا وكسوة وإحتراما، ريثما تعود بيوتهم صالحة، بعد الخراب الذي ألحقته خسة "داعش" بها؛ عندما إتخذهم دروعا بشرية.. محتميا بالاطفال والنساء، بشكل جعل الجيش يغير خططه؛ كي ينقذ المدنيين.

مبارك النصر لكل العراقيين، والرحمة لشهدائنا الأبطال.. والشفاء العاجل لجرحانا،...