الأسطول البحري المصري والحرب ضد داعش

 

 تسعى القوات المسلحة المصرية لرفع قدراتها التسليحية لمواجهة التحديات الأمنية وخطر الارهاب  في مناطق سيناء والبحر الاحمر بعد أن قام تنظيم “أنصار بيت المقدس” بإعلان ولائه لتنظيم “الدولة الإسلامية” المتشدد بزعامة أبوبكر البغدادي في نوفمبر / تشرين الثاني 2014.  وينشط التنظيم في شبه جزيرة سيناء، منذ يناير/ كانون الثاني عام 2011 . ولغرض تعزيز قدرات الاسطول البحري ودوره في الحرب ضد تنظيم داعش الارهابي ، سارعت الحكومة المصرية للحصول على حاملتي طائرات فرنسيتين من طراز ميسترال كانت قد تعاقدت باريس على بنائهما لصالح البحرية الروسية ، الا أن الصفقة الغيت بعد أن ربطت فرنسا تسليم السفينتين الى روسيا بالتوصل إلى تسوية سياسية في أوكرانيا وأجبرت فرنسا بعد إلغاء العقد على دفع 9497 مليون يورو إلى روسيا، وهى عبارة عن المبلغ الذى سبق ودفعته روسيا كمقدم ، بعد التوصل لاتفاق بين مصر و فرنسا في سبتمبر/  أيلول 2015 على بيع حاملتي طائرات الهليكوبتر من طراز ميسترال إلى مصر مقابل 950 مليون يورو (1.06  مليار دولار) بعد إلغاء صفقة بيعهما إلى روسيا. وحقاً فقد تسلمت البحرية المصرية في 2/6/2016   حاملة الطائرات الاولى (جمال عبد الناصر) في ميناء سان نازير الفرنسي على أن تتسلم الحاملة الثانية (أنور السادات )في شهر سبتمبر/ايلول من العام الجاري. وتعد حاملة طائرات الهليكوبتر( جمال عبد الناصر) ، أول حاملة طائرات تنضم إلى البحرية المصرية، في وقت تواجه فيه البلاد ومنطقة الشرق الأوسط تحديات أمنية.

وتعرف حاملة الطائرات من طراز الميسترال باسم (السكين السويسري) في البحرية الفرنسية نظرا لاستخداماتها المتعددة  ويمكن للسفينة الواحدة حمل 16 طائرة هليكوبتر و ألف جندي من ضمنهم 450  جندي من المشاة البحري لأغراض عمليات الانزال البحري مزودين بـ6)) زوارق انزال . ومن الجدير بالذكر أن حاملة الطائرات (جمال عبد الناصر)من طراز الميسترال يبلغ طولها 199  مترا وحمولتها 12  ألف طن وتسير في البحر بسرعة تفوق 18  عقدة في الساعة أي ما يعادل 36  كيلومترا في الساعة تقريبا. كما أن حاملة الطائرات من طراز الميسترال تم تصميمها لدعم المهام البحرية الخاصة بعمليات حفظ السلام وعمليات الإسقاط أو الإنزال البحري، كما تم تزويدها بمركز تحكم وقيادة مجهزة بكل المعدات والوحدات. ومن المهم جدا” أن نذكر أن حاملتي الطائرات (جمال عبد الناصر و أنور السادات) تختلف عن الميسترال الفرنسية لأنها كانت في الأصل تصنع لروسيا، التي كانت تضع عليها تجهيزات ومعدات الحرب الإلكترونية والقيادة والسيطرة، بالإضافة للطائرات الهليكوبتر الروسية الصنع . وقد وافقت روسيا على بقاء تلك المعدات الروسية الصنع مركبة على الحاملة ميسترال ، الأمر الذي يضيف ميزة تعبوية لقدرات حاملتي الطائرات المصريتين كون هذه المعدات والتجهيزات  متوائمة لحد كبير جداً مع الطقس واستخدام القتال في منطقة الشرق الاوسط ، ومن ثم فان هذا التنوع مثل تكنولوجيا فرنسية في حاملة الطائرات مع معدات ذوات تقنية روسية عالية التطور، ستشكل تركيبة قتالية متقدمة من ناحية الكفاءة القتالية وسرعة رد الفعل و سيوفر إمكانيات مهولة وأشد تأثيراً.  لذلك يمكن اعتبار حاملتي الطائرات (جمال عبد الناصر وأنور السادات )من طراز الميسترال بمثابة قاعدة جوية بحرية متحركة، حيث إن الأسلحة المحملة على الحاملة توفر قدرة هجومية كبيرة ومؤثرة في ساحة العمليات البرمائية ، خصوصا” وأن منطقة  البحر الاحمر وشبه جزيرة سيناء ، التي ستعمل فيها حاملتي الطائرات جمال عبد الناصر وأنور السادات ، زاخرة بالأهداف الحيوية ذات التأثير على المصالح القومية المصرية مثل ممرات قناة السويس وحقول النفط والغاز المصرية في سيناء والبحر الاحمر ، وستتمكن حاملتي الطائرات (جمال عبد الناصر وأنور السادات ) من التصدي لتنظيم داعش في شبه جزيرة سيناء وتطارد عناصره في حالة أي ظهور لهم في ساحة العمليات باستخدام مروحياتها وقدرات الانزال لقوة كوماندوس بالطائرات او بالزوارق وحسب متطلبات الموقف الميداني .

لذلك فان الاسطول البحري المصري في البحرين الاحمر والمتوسط سيكون له دور كبير ومؤثر في الحرب ضد تنظيم داعش الارهابي وفي حماية الاهداف الحيوية وممرات الملاحة البحرية التجارية في المستقبل القريب بعد أن تم تعزيز الاسطول البحري المصري بعدد من القطع البحرية الكبيرة والمهمة من الناحية القتالية بالإضافة لحاملتي الطائرات من طراز الميسترال فقد سبق وأن اشترت مصر في عام 2014 أربع سفن حربية من طراز جويند التي تصنعها شركة ( دي.سي.إن.إس) التي تصنع الميسترال . كما حصلت مصر أيضا على فرقاطة فرنسية من طراز فريم في إطار صفقة قيمتها 5.2 مليار يورو لشراء 24 مقاتلة رافال العام الماضي. ان القدرات البحرية المصرية المتصاعدة ستمكن البحرية المصرية من تقديم الدعم والاسناد البحري لدول المنطقة اثناء الازمات أو الحروب وفي حالات الكوارث الطبيعية ايضا”.