الإرهاب في أمريكا |
الإرهاب بات وسيلة يطل من خلالها أشخاص مغمورين يتصدرون نشرات ألأخبار مع صورهم في أشكال متعددة ويعيشون في بلدان وفرت لهم ما عجزت بلدانهم عن توفيره بالإضافة إلى حملهم جنسية هذا البلد وجواز سفره الذي يحميه من كل انتهاك ممكن أن يتعرض له في أية دولة من الدول التي يمر بها. توقفت كثيرا أمام الحوادث الإرهابية التي يقومها بها أشخاص ينتمون لتنظيم داعش الإرهابي وهذا التنظيم أحتوى جميع الإرهابيين في العالم الذين بايعوه على أن يكونوا جنودا في هذا التنظيم الذي يقوم بين الحين والآخر بعمليات في أوربا من أجل ذر الرماد في عيون المسلمين الذين يتهمون هذا التنظيم بأنه وجد لقتل المسلمين . والأخبار نقلت لنا وقائع أعنف هجوم يقع في أمريكا راح ضحيته 50 من القتلى و53 من الجرحى وهؤلاء يمثلون رواد ملهى ليلي يرتاده المثليون من الذين أباح لهم القانون الأمريكي التجمع وهو نفس القانون الأمريكي الذي أباح لعمر متين الأفغاني الأصل الأمريكي الجنسية أن يحمل السلاح بترخيص من الدولة، وهو نفس القانون الذي لم يتعامل معه على إنه مهاجر بل تعامل معه على إنه حامل لجنسية العم سام. هذه الهواجس كانت حاضرة عندي وربما عند غيري من الذين تابعوا مجزرة الملهى في أورلاند وأدركوا إن الإرهاب لا حدود له وأيضا أدركوا بما لا يقبل الشك إن الإرهاب في أحيان كثيرة يتم استثماره من قبل الطرف المتضرر وكل حسب ما تقتضيه مصالحه في هذه المرحلة المهمة. لهذا نجد إن ما جرى في اورلاند في محصلته الأولية يصب في صالح المرشح الجمهوري دونالد ترامب الذي لن يضيع هذه الفرصة التي وفرها له هذا الأفغاني الناقم على القوانين الأمريكية والذي قرر في لحظة من اللحظات حمل سلاحه المرخص والتحول صوب هذا الملهى لينفذ جريمته ، قد نجد (بعض المسلمين) يؤيدون هذه العملية بحكم إن الضحايا يمارسون الرذيلة بأبشع ما تكون منطلقين في تأييدهم هذا لدوافع دينية ولكن في نفس الوقت لم ينظر هؤلاء المتعاطفون إلى الوسيلة أولا وإلى طبيعة المجتمعات الغربية ثانيا ،والأهم من هذا وذاك إن هؤلاء المتعاطفين والذين غرد بعضهم عبر تويتر لم ينددوا بجرائم داعش بحق الأبرياء سواء في العراق أو غيرها من البلدان الأخرى بل أكتفى بعضهم بالصمت حيال ما ترتكبه التنظيمات الإرهابية من جرائم في عالمنا العربي والإسلامي. في نهاية المطاف سيصعد اليمين المتطرف للبيت ألأبيض بشعار واحد لا غير (محاربة الإسلام) هذا الإسلام الذي لا يعرف الغرب منه سوى داعش وإرهابها وقد يكون مقتل 50 أمريكيا بداية لسياسة أمريكية جديدة مع الدول الإسلامية التي ترعى بعضها هذا الفكر المتطرف وتديمه يوميا.
|