اختفت العديد من المدن عبر التاريخ، فبعض المدن هجرها أهلها، والبعض الآخر حلت بها الكوارث التي تسببت في اختفائها تقريبًا من الخريطة، وفيما يلي مجموعة من هذه الأماكن التي انتعش بعضها مرة أخرى، ولم ينتعش البعض الآخر:
في عام 1962 اندلع حريق هائل في مناجم الفحم في مدينة سينتراليا بولاية بنسلفانيا، ولا يزال الحريق مشتعلاً تحت الأرض حتى الآن، وذلك بسبب تواجد وفرة من الفحم الذي سوف يظل مشتعلاً طالما تواجد الأكسجين، قبل الحادث بعامين أي سنة 1960 كان يعيش في المدينة 1435 شخصًا، ولقد هجرها الجميع ولم يتبق سوى 10 أفراد فحسب يرفضون تركها، رغم المخاطر والمجهودات التي تُبذل لحثهم على تركها.
يُمكن للأعاصير المدمرة أن تتسبب في محو مدينة جرينسبرج في ولاية كانساس من على الخريطة تقريبًا، ففي عام 2007 دمرت الأعاصير 95% من المدينة، وأصيب باقي المدينة بأضرار بالغة، إذ قُتل 11 شخصًا وغادرها نحو نصف السكان، بعد ذلك قررت المدينة إعادة البناء بطريقة غير تقليدية، فكل المباني الجديدة تعتمد على الطاقة المتجددة بنسبة 100%.
في عام 1875 ضرب إعصار مدينة إنديانولا وقتل المئات ومحى المدينة من الخريطة تقريبًا، إلا أن المدينة انتعشت من جديد بعدها، لكن بعد مرور 11 عامًا فحسب ضرب إعصار آخر المدينة ودمرها، ومعظم المدينة تحت الماء في الوقت الحاضر.
انفجر مفاعل تشيرنوبل النووي في أوكرانيا عام 1986، وهو أحد أكبر الكوارث غير الطبيعية على مر التاريخ، تم إخلاء المنطقة المحيطة بتشيرنوبل وبريبيات، ونزح نحو 100 ألف آخرين بينما قُتل العشرات، ولا تزال المنطقة المحيطة بتشيرنوبل عالية الإشعاع حتى اليوم، ورغم ذلك يحاول بضع مئات التشبث بالعيش هناك، وبدأت الحياة البرية تنتعش من جديد هناك.
في عام 2012 تم إخلاء مدينة بايو كورن في ولاية لويزيانا بعد اهتزاز الأرض وانشقاق الماء منها، ووفقًا لصحيفة "نيويورك تايمز" فإن سبب ذلك يرجع إلى انهيار عدة كهوف تحت الأرض كانت تُستخدم لتخزين النفايات الصناعية، ولا يزال السبب الحقيقي وراء الانهيار غير معلوم، لكن آثاره وخيمة، إذ بدأ الغاز الطبيعي يتسرب مضيفًا المزيد من المخاطر التي تواجهها المنطقة، ورغم التقارير التي تفيد باستقرار المدينة، إلا أن جميع سكانها قد غادروها.
كانت مدينة يينغشيو الصينية ذات يوم موطنًا لنحو 7 آلاف شخص، بالإضافة إلى 2000 آخرين في المنطقة المحيطة، إلا أنها كانت في بؤرة زلزال وقع في مقاطعة سيتشوان عام 2008، ولم ينج من السكان سوى 2300 شخص فحسب، وتم تدمير 80% من المدينة، ولا تزال المدينة في مرحلة إعادة البناء، وقد شيدت نصبًا تذكاريًا لمن رحلوا.
في عام 1970 ضرب زلزال هائل سواحل بيرو، ما تسبب في سلسلة من الأحداث التي أدت إلى انهيار صخري هائل في مدينة يونجاي التي يعيش بها 25 ألف مواطن، مما نتج عنه مقتل معظم مواطنيها، وتدمير المدينة بالكامل، إلا أنه تم تشييد مدينة يونجاي جديدة على بعد عدة أميال من الموقع الأصلي.
نشب حريق هائل في مدينة فورت ماكموراي شمال مقاطعة البرتا الكندية، وتم إخلاء المنطقة المحيطة بالمدينة بأكملها مؤخرًا من السكان البالغ عددهم نحو مئة ألف، ويعد هذا الحريق أكثر الكوارث تكلفة في تاريخ كندا، وتحقق الشرطة حاليًا في أسباب الحريق معتقدين أنه تم بفعل فاعل، وقد بدأت عملية إعادة بناء المدينة للتو.
في عام 1935 بدأت كاليفورنيا العمل على بناء بحيرة شاستا، وهو خزان مائي كبير تم تشييده شمال كاليفورنيا، وعلى مدار الـ 13 عامًا التالية صارت العديد من المدن والقرى تتضمن داخل مشروع السد، ما أدى إلى أن العديد من تلك المدن صار مغمورا بالمياه بشكل دائم عندما يكون مستوى المياه منخفضا، وأكبر هذه المدن هي مدينة كينيت التي تقع تحت مستوى المياه بـ 400 قدم.
