مع كلينتون … هل ستكون أمريكا أكثر إنسانية؟

 

 

هناك بعض التوقعات بفوز هيلاري كلنتون في انتخابات الرئاسة الامريكية المقبلة لتكون أول إمراة ترأس الولايات المتحدة ، وأقوى سيدة في العالم لدولة  تعد الاعظم ، وهو التغيير الثاني فيها  في حالة فوزها ، بعد أن أصبح رئيس البيت الابيض ليس ( أبيض ) كما جرت العادة  قبل فوز باراك اوباما لدورتين رئـــاسيتين ..

ومثل هذه التوقعات مبكرة جدا … ولا أريد  في هذه الاسطرالقليلة  مناقشة  فرص الفوز والخسارة لاي من المرشحين سواء كلنتون أودونالد ترامب ، أو غيرهما ، وإنما أعتمد فرضية تقوم على خيار واحد ، هو فوز كلنتون لغرض معرفة  جواب لسؤال كثيرا ما يتردد هذه الايام …  وهو : هل يمكن ان  تكون أمريكا اكثر انسانية في  ظل قيادة إمراة..؟ وهل ستشهد تغييرا  جوهريا  في سياستها ، ،  وتكون لكلنتون  بصمة واضحة مختلفة في تاريخ الولايات المتحدة والعالم ، أم أن السياسة واحدة ،  وهي بلا قلب في كل الحالات ، سواء في ظل قيادة جمهوري أو ديمقراطي ، وسواء كان رجلا أو إمرأة …والحكم  – أي حكم في العالم – يتعامل بالعاطفة والقوة معا ، ولكل منهما مجاله …فما بالك بدولة لم يعرف عنها غير القوة  الغاشمة والتسلط والجرائم ضد الانسانية ، والعراق من ضحايا قوتها غير المبصرة وغير العادلة …؟!

 فالمرأة عامة تغلب عليها  الرحمة واللين والعاطفة والهدوء والصبر  بحكم طبيعتها الانسانية ، وهي صفات هيأها الله لها لتربية طفلها وادارة بيتها…..

 

 فهل ستكون كلنتون ضمن هذه ( القاعدة الانسانية )  خارج بيتها ، وستصبح  لها بصمتها ( النسائية ) الواضحة في السياسة  الامريكية  ام لا ؟…. وهل ستكون لخدماتها السياسية والدبلوماسية  اثرها في التغيير ، ونبذ سياسة القوة والعنف أم أن السياسة الامريكية واحدة بغض النظر عن جنس الرئيس ، أو إسم الحزب .. ؟..

 

اسئلة كثيرة تدور في هذا الاطار ، وهي ضمن التخمين والتوقع ،  لكن المؤكد ان العالم جرب السياسة الامريكية مع كل الرؤساء من الجمهوريين والديمقراطيين واكتوت شعوب عديدة بنارها ، وهي واحدة ، وترسم خارج الرئاسة ، وتدار من قبل مؤسسات عديدة ، تعد الرئاسة واحدة منها  .. فهل ستتغير في حالة فوز كلنتون ..؟..

 

ومما يساعد في التحليل أن  حياة كلنتون واضحة ، فلم تكن بعيدة عن البيت الابيض فكانت لسنوات  هي السيدة الاولى ، وقريبة لزوجها بيل كلنتون ، ووزيرة خارجية  لسنوات في ولاية  اوباما ، وهي نفسها وافقت على  احتلال العراق  اثناء عضويتها لمجلس الشيوخ الامريكي ، وإن إعتذرت عن قرارها الخاطيء  فيما بعد .. ولكن هل ترتب شيء على هذا الاعتذار.. ؟.. وهل غير شيئا في السياسة الامريكية ، وهل  كانت له تبعات قانونية لصالح العراق ، وتعويضه عما لحقه من خراب ودمار وضحايا يدفعها الى اليوم ..

 

وفي ضوء تلك المعطيات  يصعب تصور أن تتغير امريكا  خاصة في سياستها الخارجية ، في حالة فوزهيلاري كلنتون .. لانها تقوم على ثوابت لا تتغير مع هذا الرئيس أو ذاك … وعليه قد يكون الرهان على كلنتون من زاوية واحدة  خاسرا..

 

{{{{{

 

كلام مفيد :

 

 دعاء ( اللهم إملا قلوبنا محبة لك ، وحياء منك ،  واقبالا عليك )  .