الشعب يطلق خمسون بالمائه من غضبة ! ؟ |
قد تكون الرسالة التي وجهتها شرائح المجتمع العراقي الى الحكومة بامتناع نصف المجتمع من الذهاب الى صناديق الانتخابات من اخطر الرسائل التي تلقتها الحكومة والبرلمان !وهي رسالة تحمل في مضامينها الكثير من الامور التي ارهقت كاهل المجتمع العراقي من بطالة وارهاب وامور اخرى زادت من امتعاض الناس عن مايجري علنا ومايجري خلف الكواليس ! وايضا تحمل هذه الرسالة اشعارا قد يكون خطيرا للمرحلة المقبلة وتحديدا للانتخابات البرلمانية القادمة ! ومهما يكن من حال فأن نسبة الخمسين بالمائة تعد مؤشرا واضحا على التعب النفسي الذي يعاني منه الشعب طيلة العشر سنوات الماضية فلا خدمات تصل الى مستوى التصريحات الرنانة التي كانت ومازالت انموذجا للتصريحات الفارغه والتي مل الشعب منها اضافة الى ذلك فأن مساحة الارهاب مازالت تنثر بدماء العراقيين وبشكل منظم وفي كل محافظات العراق عدا المحافظات المحروسه في كردستان . فالاموال الضخمة التي رصدت لكسر شوكت الارهاب راحت هباءا منثورا من دون تحقيق اي هدف يمكن من خلاله ان يطمئن المواطن العراقي على عائلته او على نفسه وكما يقول المثل شر البلية مايضحك فان السياسيين ومن كل الاحزاب ومن دون استثناء تلقي اللوم على بعضها ومن دون خجل يذكر واصبحت العملية السياسية عبارة عن مشهد يومي تتناثر فيه التصريحات المضاده لهذا الطرف السياسي او ذاك بحيث اصبح المواطن العراقي في حال لايعرف بالضبط على من تقع المسؤولية في ضبط الامن والنظام . هذه الامور وغيرها اجهدت طاقات الشعب العراقي الى حد نفاذ صبره وعزوف الكثير من الناس بعدم الذهاب الى الانتخابات هي نتيجة عكسية يرى فيها المواطن بأن الامور ستبقى كما هي ومن دون اي تغيير يذكر . وهذا بحد ذاته يعد يأسا مدمرا في نفسية كل مواطن عراقي . واغرب مايعانيه الجميع ويشعر به بأن الشعب اصبح ضحية انعكاسات العملية السياسية فأي اختلاف بين الاطراف السياسية الكبرى يكون الرد احتراق شوارع بغداد والمحافظات بالتفجيرات الدموية ! ؟ ويبدو ومن خلال قناعة شخصية بأن مايسمى بالعملية الديموقراطية قد وهنت وهناك من النماذج السياسية التي جاءت بفضل مساندة جهات اجنبية لها قد حطمت روحية العمل الحكومي فالشخصنة السياسية والمنافع الشخصية والركض وراء المناصب وتقاطع المصالح ادت وغيرها من الامور الى اشاعة الفوضى السياسية التي اشغلت الشارع العراقي من دون فائدة تذكر . فهل يعي المعنيون من رسالة الشعب المدويه ام ان المصالح الحزبية والفئوية ستظل تشغل بال اولئك الذين اطمئنوا تماما من سكوت الشعب العراقي !؟ واقل مايمكن قوله لكل السياسيين هو خوفكم من الحليم اذا غضب ! |