لماذا نعتني بالشباب؟ |
لم يعد خافيا على احد كما ذكرنا سابقا المكانة والأهمية المتميزة التي يمثلها الشباب في جسم المجتمع وكيانه ولا يختلف في هذا الرأي اثنان وإذا كان هناك ثمة اختلاف فالاختلاف يكمن في درجة الاعتناء بالشباب وتوفير أسباب الرعاية والاهتمام اللازم للنهوض بهم ، وتوجيههم نحو الاتجاهات السليمة والمرغوب فيها وعلى العموم فإن جميع المجتمعات تتوقع من شبابها جملة من التوقعات في مقدمتها:
ومن ذلك المنطق تتجه الكثير من اهتمامات الدول نحو توفير فضلى الخدمات إلى شبابها حسب إمكاناتها وظروفها ولا يتبادر إلى الذهن كما أسلفنا أن الرعاية تقتصر على توفير مؤسسات التربية والتعليم والإكثار منها فحسب، أنها مؤسسات لم تعد كافية رغم المراجعات المستمرة لبرامجها ومناهجها وأساليب عملها، والحرص على تطوير مستوى العاملين فيها وذلك لأن التعليم موجه أساساً نحو هذا الفرد لإيجاد معنى حياته، ولكن الواقع يبني انه ليس بالإمكان إيجاد معنى الحياة بمجرد الجلوس على كرسي الدراسة، كما أن هذا المعنى لا يمكن أن ينهمر بدون عمل شيء، لذلك يتطلب النهوض وإيجاد هذا المعنى بأنفسنا، كما أن عصرنا الحالي لم تعد فيه مؤسسات التعليم المصدر الوحيد لتقديم المعرفة والرعاية والتربية انه عصر بات فيه من الصعب على مؤسسات التعليم اللحاق بما يتفجر يوميا من المعارف والعلوم والتكنولوجيا، وقد وافق ذلك الكثير من المشكلات والصراعات ولد كثيراً من التحديات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية داخل المجتمعات الإنسانية نفسها، إضافة إلى انه عصر كثرت فيه المطالب الفردية والاجتماعية ولعل أول المتأثرين بهذه الأجواء تأثرا واضحا هم فئة الشباب إذ لم يعد بميسور البيت والمدرسة لوحدهما توجيه الشباب وإشباع حاجاتهم ورغباتهم وتوفير الفرص المناسبة لممارسة هوايتهم وحل المشكلات التي تعترض مسيرتهم، لذلك ظهرت إلى جانبها مراكز الشباب ودور الرعاية العلمية ومتاحف الشباب وأنديتهم ومنظماتهم وغيرها من المؤسسات التي ترمي جميعها إلى تحقيق العديد من الأهداف لعل من أهمها: أ. مساعدة الشباب على التكييف مع البيئة الاجتماعية ومتطلباتها الجديدة تكيفا سليما يكسبهم الرضا عن أنفسهم وعن المجتمع. ب. مساعدة الشباب على إشباع حاجاتهم وهواياتهم لينشأوا نشأة بعيدة عن التأزّمات والصراعات والاحباطات النفسية وبذلك يتحقق ما يمكن أن نطلق عليه توفر السلامة والصحة العامة المتمثلة بجسم صحيح وعقل سليم ونفس راضية مطمئنة.
وسنكمل حديثنا ان شاء الله في مقال اخر . |