من هو الأخطر من داعش.. من وجهة نظركم؟

هناك جملة طروحات يضعها المهتمون بالشأن العراقي لتأشير المرحلة الأخطر من داعش، يمكن إجمالها على الوجه التالي:

** من هم محسوبون على خانة الثقافة ، وبعضهم أساتذة جامعات وأدباء وصحفيون وفنانون ومحللون ومتابعون يروجون للمرحلة المقبلة / مابعد داعش / وتكون مخاطرها ، ربما أشد منها خطرا على المجتمع العراقي من خطر داعش أو على الأقل إستمرارا لمنطقها في الترويج لتأجيج الفتن الطائفية وإشعال نيران الحقد والضغائن والتقليل من شأن الطوائف الأخرى في المجتمع، وعد كل ما يخالف رؤيتهم على أنها (فكر داعشي)، بالرغم من ان من يوجه لهم (الاتهام) هم أشد غلوا في (التطرف) من داعش ومن فكرها المتخلف الموغل في الإجرام والانحدار القيمي !!

** الإستنمرار في منهج تنصيب ( شخصيات كارتونية) أو عليها (مثالب خلقية أو مجتمعية) من أهل الانبار، وتقديمها للرأي العام ووسائل الاعلام على انها هي من تستحق ان تتصدر واجهات الراي العام للطوائف الأخرى في العراق،وهي من تحظى الان ومنذ فترة ليست بالقليلة بحماية الدولة وبعض مؤسساتها ، وبالأسناد الكامل، وهناك توجه للحط من قدر كل وطني عراقي شريف يريد ان يعبر عن عراقيته الأصيلة بلا انتماءات طائفية او عرقية او تلوين مذهبي ، والصاق مختلف التهم به على انه أما (داعشي، بعثي، وهابي ، سلفي ، قومي ، عروبي) وما الى ذلك من ( التهم الملفقة ) لحرمانه من أي نشاط اجتماعي أو ثقافي ، ومحاربته بكل الوسائل والحط من قدره أمام الرأي العام العراقي، ونماذج من هذا النوع غزت الشارع العراقي، ووصلت مدياتها الى أحوال مرعبة، أدت الى اعتكاف عشرات الالاف من العراقيين من ذوي التوجهات الوطنية الصادقة،وعدهم (جهات معادية) للعملية السياسية ينبغي إستئصالهم وشمولهم بالاجتثاث، بالرغم من ان كثيرين منهم ليسوا (معادين) للعملية السياسية ولكن لديهم (ملاحظات) كثيرة على النهج المتبع معهم أو حرمانهم من حق المشاركة في السلطة والقرار!!

** الترويج من أعلى القيادات وبعضها حتى قيادات عسكرية ليست مهمتها الاعلان عن هكذا توجهات من انه مابعد (تحرير الفلوجة) سيكون هناك (جيل آخر) سيظهر على انه (النسخة الجديدة من داعش) لاعطاء (مبرر) لاستباحة مدن الانبار ومنها الفلوجة ، والاشارة الى ان تحريرها لايعني نهاية المطاف، ومعنى ذلك ان قضائهم على داعش يتطلب البقاء في هذه المدينة لفترة أطول والسيطرة على مقدراتها لأنه من وجهة نظرهم ان هناك من يظهر مستقبلا من هذه المدينة على انه ( أخطر من داعش ) بالرغم من ان ما أظهرتهم القنوات الفضائية أمام الرأي العام من سكان الفلوجة على انهم عوائل معدمة أكل الدهر عليها وشرب ، وأحوالها في أسوأ حال، وهم من عوائل بسيطة المعيشة وفقراء ومساكين، في الأغلب ، وبخاصة من بقي في المدينة قبل تحريرها ، وما يظهر من معاناتهم وأشكالهم لايمتون بأية صلة لداعش لامن قريب أو بعيد ، وهم قد أرغموا على البقاء في المدينة لأن لامورد لديهم للعيش في مدن أخرى وفضل كثيرون الموت في مدينتهم على ان يتجرعوا كؤوس مرارة التهجير ، ووسائل التعامل غير الانسانية معهم في أغلب الأحوال!!

** العمل على إشاعة ( ثقافة الانتقام) سواء بين اهالي الفلوجة وبقية المدن التي تعرضت لاحتلال داعش، من اجل اشعال الفتن والاضطرابات وتشجيع حالات الثأر غير المبررة ، لعدم تمكن سكان هذه المدينة من اعادة بناء مدينتهم من جديد، وتشجيع ( ثقافة الانتقام ) لدى الطرف الآخر ، في كل وسائل التواصل الاجتماعي ، وهي الان في اوجهها من التطرف والغلو ، تكاد تلغي كل بناء مجتمعي قادر على استعادة اوضاع سكان تلك المدن وامكانية عودة حالات الاستقرار، ولتبقى بؤر التطرف والاضطراب سائدة في الشارع العراقي ، الى فترة طويلة، وهو ما يعد المرحلة الأخطر التي يعيشها العراقيون هذه الايام للأسف الشديد!!


** والاكثر والأخطر من ذلك ان هناك ( جهات عراقية ) سترغم سكان معظم الدن التي ذاقت عذابات داعش ، على البقاء ( مشردين ) و(لاجئين ) خارج مدنهم ، لكي ترتب اوضاع خاصة من اجل ادخال عنصر الاجرام لتنشئة ( فصائل) لاتختلف عن داعش من حيث السلوك الاجرامي ، ليكونوا هم من يقرروا مصير اهالي الفلوجة ولكي تبقى هذه المدينة ( مسرحا لعمليات ارهابية ) يمكن من خلالها تعريض سكان المكون الآخر لخطر الفناء والتلاشي ، والحط من قدر هذا المكون والحاق الأذى به من جهات كثيرة ليس للحكومة سيطرة عليها او انها تكون بعلمها لكنها ستغض النظر عن سلوكها الاجرامي، وما تخطط له من إقامة مرتكزات لها في هذه المدينة، وربما تتحول الفلوجة الى (أوكار ارهاب) لجماعات غير عراقية ، هي من تتحكم بمستقبل المدينة، حتى وان عاد بعض أهالي الفلوجة لاغراض (التغطية) لكن ما يتم التخطيط له حاليا هو السيطرة على مقدرات هذه المدينة وكل المدن الاخرى على شاكلتها، لتبقى منطلقا لعمليات ارهاب مقبلة، لتبرير اقتحام المدينة وإبادة أهلها متى سنحت الفرصة في قادم الأيام!!