في‮ ‬الهواء الطلق‮ ‬


ايها الزعماء ايها الساسة‮ ‬يا اصحاب المعالي‮ ‬والجلالة وما ملكت ايمانكم من القاب ومسميات اسمحوا لي‮ ‬باستغلال الحرية والديمقراطية لاكلمكم مباشرة من دون وساطة فإجعلوا صدركم رحباً‮ ‬من منطلق حق المواطن عليكم وما‮ ‬يدور بخلجاته من تساؤلات تبدو مشروعة‮ ‬،‮ ‬فكلكم تتفقون على ضرورة وحدة العراق وارضه وسمائه الا من ارتبط منكم باسرائيل ولاسيما بعد ان اعلنت امريكا رفضها لتقسيم البلد الى ثلاث مناطق على اساسين قومي‮ ‬وطائفي‮ ‬بعد ان نجحت في‮ ‬ضرب الوحدة الدينية‮ ‬،‮ ‬وكلكم تنشدون حكومة ودولة عابرة للطائفية والقومية‮ ‬،‮ ‬وكلكم تتفقون على نشر الحريات وبث روح التسامح والاخوة والمحبة وتحقيق الرخاء الاقتصادي‮ ‬للمواطن العراقي‮ ‬،‮ ‬كلكم تدعون الى توفير الامن والامان ومعالجة الازمات السياسية بلغة الحوار والشفافية والرجوع الى طاولة الحوار‮ ‬لحلحلة المشكلات وتقريب وجهات النظر والالتقاء في‮ ‬مفترق الطرق للخروج من عنق الزجاجة والحفاظ على الفسيفساء والموزائيك والبناء الوطني‮ ‬والمزهرية وباقة الورد والتشكيلة الوردية واهم من ذلك الحفاظ على اللحمة الوطنية وذوبان الاغلبية في‮ ‬الالتفات للمهمشين‮ ‬،‮ ‬كلكم تتحدثون‮ ‬عن عيوب الاخرين وسياساتهم ومواقفهم‮ ‬غير المسؤولة وغير الوطنية تجاه انتشال البلد من المصائب التي‮ ‬تراكمت وتكالبت عليه‮ ‬،‮ ‬فيما لم‮ ‬يجرؤ احدكم بالتفكير في‮ ‬نفسه في‮ ‬عيوبه في‮ ‬ما اقترفه من اخطاء جسام ادت بالاوضاع الى السحيق واستكملت مسلسل اوجاع الشعب العراقي‮ ‬الموجوع منذ‮ ‬1963 على اقل تقدير‮ ‬،‮ ‬لم‮ ‬يجرؤ احدكم بالتفكير في‮ ‬حقيقة ما قدمه وما أخره او السماع من الاخرين لتقييم ادائه ومعرفة حسناته وسيئاته‮ ‬،‮ ‬فان تكون قائدا وزعيما لسلطة او كيان او حزب او جماعة لا‮ ‬يكفي‮ ‬ان تكون قسيسا وتقيا ورعا تجب عن نفسك الفساد فيما اشيع النهب والفساد والسرقات المهولة في‮ ‬قبيلتك خلال زعامتك لها على سبيل المثال‮ ‬،‮ ‬ولا‮ ‬يكفي‮ ‬انك منعت الناس حقها او بخستها حقها في‮ ‬الحقيقة بذريعة عدم قبول الوساطات ولاسيما من الاقربين‮ ‬،‮ ‬فيما جال وصال ولعب من هم مقربون منك وعاثوا في‮ ‬الارض فسادا وهم لايشعرون ومن‮ ‬يشعرهم بذلك فهو متآمر بعثي‮ ‬صهيوني‮ ‬مجوسي‮ ‬طائفي‮ ‬زنديق وما الى ذلك من مسميات وتهم‮ ‬يقصد بها الاساءة للاخر الذي‮ ‬بعضه اثبت افضليته من حيث مقياس افضل السيئين‮!.‬انكم تعيدون تجارب‮ ‬غيركم وتظلمون الناس على شاكلة ما ظلمتم سابقا بل انكم تفننتم وتفوقتم عن سابقيكم وتلك شهادة من الشعب لايكلفكم معرفتها سوى سماع ما‮ ‬يدور على الالسن في‮ ‬المقاهي‮ ‬والشوارع والساحات والمتنزهات العامة وفي‮ ‬حافلات نقل الركاب ومواقع التواصل الاجتماعي‮ ‬وما‮ ‬يكتب في‮ ‬الصحافة وغيرها العديد من الوسائل التي‮ ‬تختصر لكم طريق تقييمكم وادائكم‮.‬
قبل ايام قلائل صادف ان قرأت لمسؤول سياسي‮ ‬بارز حيث كتب وتجرأ متقدما عن‮ ‬غيره ـ كونه بالاساس متقدما وانزلق بروجة ما بعد‮ ‬2003 ‮ ‬وما اعتراها من انحدار للقيم الوطنية الحقة ـ وجاءت كتابته بمثابة اعتراف او اعتراف واضح بانه ومن معه لم‮ ‬يستثمروا الفرصة الذهبية والتاريخية في‮ ‬النهوض بالبلد وتكوين علاقات سياسية اقتصادية تجارية دوليا قوامها المصالح المتبادلة والمشتركة‮ ‬،‮ ‬اعترف بانه ومن معه خبروا كيفية خلق الاعداء لهم واجادوا تحويل الاصدقاء الى اعداء او على الاقل ناقمين عليهم لسوء تدبيرهم وتحولهم وانجرارهم وراء شهوات السلطة وتجميل القبيح من عملهم وتغيير بوصلتهم من رهط وصحب بالامس الى مسؤولين كبار‮ ‬يصعب لقاؤهم بعد ان‮ ‬غرتهم المناصب ودوختهم المخصصات والاموال الباذخة.حقيقة ان اعتراف هذا المسؤول‮ ‬يعطي‮ ‬بصيص امل في‮ ‬استمرار البحث عن من‮ ‬يمكن ان‮ ‬يسهم في‮ ‬تعديل المسارات اذا خلصت نواياه وقبل ان‮ ‬يشتغل في‮ ‬الاصلاح وان‮ ‬ياخذ على عاتقه وهو ـ المفروض ـ زمام المبادرة لتقريب الفرقاء وفضح المعرقلين لمشاريع ومحاولات التقارب والاصلاح والمصالحة كون واحدهما مرتبط بالضرورة بالاخر‮ ‬،‮ ‬ويقوم من باب الوطنية المخلصة بمجموعة زيارات واستغلال المعارف والعلاقات في‮ ‬البحث عن مخارج وتقديم الحلول للمشكلات بمختلفها من دون البحث عن مقابل وبذلك‮ ‬يكون تاثيره اكثر نفعا ووقعا لدى الاخرين ولاسيما اذا اختار الانفتاح والخروج من دائرة البحث عن الحلول من وسط دوامة المشاكل وقادتها‮.. ‬
في‮ ‬المقابل هناك اخرون ما زالوا متمسكين بعنادهم بالرغم من ان خراب البلد والوصول الى المراحل التعسة سياسيا واقتصاديا وامنيا ومجتمعيا كان من نتاجات سياستهم الانانية الدكتاتورية المقيتة التي‮ ‬لولا الديمقراطية الوليدة التي‮ ‬جاء بها الاحتلال لما كانوا قد تركوا كراسي‮ ‬الحكم ولعمروا عليها اكثر مما عمر من سبقهم‮..‬مثل هذا النموذج‮ ‬يستوجب طرده او على الاقل ايقافه عند حده وتعريفه حجمه الذي‮ ‬يستحق كي‮ ‬يصحو من الحلم الذي‮ ‬لم‮ ‬يكن‮ ‬يجروء ان‮ ‬يحلم به‮ ‬،‮ ‬ذلك الحلم الذي‮ ‬طال لسنوات وتحول الى كابوس على الشعب‮ ‬،‮ ‬الشعب الذي‮ ‬يجب ان‮ ‬يصحو لنفسه ويجيد الاختيار لقادة البلد كما‮ ‬يجب عليه اجادة الاطاحة بالمفسدين والسيئين والمنقلبين على ادبارهم متناسين وعودهم الانتخابية الوردية ومنها منح كل مواطن قطعة ارض سكنية ومنح كل مواطن راتباً‮ ‬شهرياً‮ ‬حتى لو لم‮ ‬يكن موظفا وغيرها من التخديرات التي‮ ‬انطلت على الاغلبية البسيطة من الناخبين‮.‬