شخص عراقي ( سياسي) لا أعرف طائفته بالضبط (سني كان أم شيعي مسيحي أوأزيدي)!! ولا أعرف حتى قوميته (عربياً كان أم كردياً ) لا أعرف من اي بقعة هو ولم ارى حتى شكله من قبل !! كل ما أعرف عنه بأن الزمن قد عاد به (1436) عاماً هجرياً الى الوراء ليجد نفسه وجهاً لوجه مع (أبو لهب) في أحد أزقة (مكة) ليدور بينهما هذا الحديث :
أبو لهب/ عمت مساءاً أيها الغريب المرتدي ثياباً أنكرها من أنت ومن تكون؟
السياسي/ أنا عراقي سياسي عشت في بلاد الروم وتعرفت على بلدي بعد عام 2003.
أبو لهب/ هذا تاريخ أجهله ولكن ما أسمك وما دينك ؟
السياسي/ لا أعرف أسمي بالضبط لأني نسيته في أحد شوارع بلاد الروم حيث العراة وبنات الليل والهوى ولكني أتذكر كنيتي إذ ينادوني بأسماء أولادي( مرة بأبوعمر ومرة بأبوعلي وتارة بأبو فادي وتارة أخرى بأبو دلشاد) وديني أتذكره مرة وأنساه ألف مرة.
أبو لهب/ في أي قافلة قدمت وماهي تجارتك؟
السياسي/ قافلتي سياراتي وتجارتي صناديق محملة بأوجاع أهلي وجراحات شعبي وصرخات الجياع وأصوات الثكالى وبكاء اليتامى وهناك صناديق محملة بالدولار.
أبو لهب/ ماهذه القافلة الغريبة التي لم أسمع بها من قبل وماهذه البضاعة المجهولة !!
السياسي/ دعك عن هذا وقل لي من أنت ومن تكون؟
أبو لهب/ أنا عبد العزى بن عبد المطلب .
السياسي/ أأنت أبو لهب الذي أنزل الله به سورة ؟ أنت الذي تبت يداه وتب ؟أنت الذي ما أغنى عنه ماله وما كسب؟ أنت الذي سيصلى ناراً ذات لهب؟
أبو لهب/ أتؤمن وتصدق بكل ما جاء به محمد ؟
السياسي/ نعم أؤمن وأصدق بكل ما جاء به رسول الله (ص) .
أبو لهب/ حدثني اذن على ما أنزّل عليه من قول الرب في قرآنه ( والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاءً بما كسبا) حدثني عن (أن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا) حدثني عن قول ابن اخي لكم( المسلم من سلم الناس من يده ولسانه)حدثني عن قوله ( إذا لأشرار أهانوا الأخيار وإذا الصلحاء زكو الفجار رفعت عنهما يد الله).
السياسي/ حتى أنت يا أبا لهب تحفظ القرآن والأحاديث أكثر مني !!!
أبو لهب/ أنا قد سبق القول عني بأني سأصلى ناراً ذات لهب وظننت بأني وحدي سأصليها ولكني أيقنت باني لست بأخر واحد فيها! اليوم قد حضيت بمن سيرافقني اليها فأنا لم أسرق ولم أقتل نفساً ولم أرمل نساءاً ولم أيتم أطفالاً ولم أسرق مال قريش حينما جاعوا ولم أسلب كرامة حرائر بأسم الدين هجروا وأستباحوا, أنا كل ما فعلت إني لم أؤمن بدين محمد, وأمرت القوم ان يضعوا امام طريقه للدعوة الاسلامية نارا في أزقة مكة .أما أنت !! فأنا أعرف من تكون؟ ويالغبائك إذ ضننت بأني لا أعرف من تكون!! أنت السياسي العراقي الذي لم يولد على أرضه وأنت السياسي العراقي الذي تنكر لأصله أنت الذي أستهوتك الدنيا بملذاتها أنت الذي كنت عبداً حقيراً في أولها ثم أردت أن تكون سيداً حصوراً في آخرها, أنت الذي دست على جراح شعب مبتلى, أنت الذي على رقاب الفقراء أعتلى, أنت كالذي قال أنا ربكم الأعلى, أنت من سرق بسم الله والدين أنت من سبّح كذباً بلا يقين, أنت لم تخلق حتى مثل آدم من طين, أنت للشيطان أخا خلقت من ناراً ولهبا, أنت لم تراعي حرمة رافديك أنت لم تطع حتى والديك, أنت من خان العراق شعباً وأرضاً وسماء أنت بلا شرف بلا حياء, أنت وأبليس سواء.عد أيها الغريب المشؤوم الى ديارك ورب السما ما أنت إلا نكرة لا تكاد ترى.
يعود السياسي الى بغداد بعد أن عاد به الزمن ليلتقي بيّ أنا كاتب هذه المحادثة فيحدثني هذا السياسي عن ما مر به ويسألني هل كل ما قال عنه أبو لهب صحيح؟؟ فقلت له صادقاً من قلبٍ موجع بالآلام وبصوت يئن من سكرة الحزن :
تبت يدا أبي لهب وتب
وتبت يدا من خان العراق وتب
ما أغنى عنه ما سرق وما نهب
تبت يداه من سارقٍ فاجرٍ
باع العراق بأعوادٍ من قصب
تبت يداه ما راعى لنا حرمةٍ
ولا راعى فينا ديناً أو نسب
تبت يداه من ناكرٍ غادرٍ
ما غزر به الرافدين وما شرب
سيصلى ناراً ذات لهب
وقودها السعف والنخيل
وكل ما جمع من حطب
تبت يداه ذاك الذي سرق
المال والنفط والذهب
ما أغنى عنه ما جمع وما كسب
ولأي سبب؟
لغنى المال أو لعروش من خشب
فيا لا العجب!!
ماصام رمضان ولا زكى حتى في رجب
ما أدى فرضاً ولا قرأ قرآناً
مادرس الأخلاق ما نطق ما كتب
ما أطعم قانعاً أو معتراً
ما لبى لقريب حاجة أو طلب
ما أهتزت جوارحه ليتيماً بكى !!
أو حرة عرضها قد سلب
تبت يداه من فاسقٍ ماجنٍ
للخمر والرقص كالأسد إذا وثب
تبت يداه سيرى منا قصاصاً عادلاً
من شعب ما كره الكرامة وما تعب
فأبا لهب اشرف منه الف مرة
نعم
الف مرة أشرف منه أبا لهب.
|