مأساة شوارع العاصمة

 

تعاني شوارع العاصمة الحبيبة بغداد من خراب ودمار سببه الاهمال وانعدام الصيانة الدورية ، فعلى الرغم من الجهود الخجولة التي تقوم بها أمانة بغداد في هذا الشارع أو ذاك للتصدي لظاهرة الطسات والعكر التي غزت شوارع العاصمة بغداد بعد موجات الامطار التي غمرت شوارع العاصمة بغداد  في شتاء السنتين الماضيتين ، الا أن حجم التحشد العددي الذي غزت به جيوش الطسات والعكر وتنوع احجامها وأعماقها ، واتساع مساحات انتشارها ، جعل من المعركة التي تخوضها أمانة بغداد ضد الطسات والعكر في شوارع بغداد معركة خاسرة بسبب عدم التكافؤ بين امكانيات وارادة وتخطيط وعزيمة امكانيات امانة بغداد وبين ما تحشد ضدها من طسات وعكر في شوارع بغداد  . لذلك وبعد مرور أكثر من عقد من السنين على التغيير في العاصمة بغداد تمكنت الطسات والعكر من تحقيق انتصار واضح على الجهود المضادة لها والتي كانت تحاول ردمها أو تبليطها بشكل أو بآخر ..

 

 وقد حاول عدد من الباحثين والمراقبين والمهتمين بشؤون الطسات والعكر تفسير اسباب هذا النصر الواضح للطسات والعكر فذكروا  أنه يعود لقلة توفر مادة الاسفلت والقير والسوبيس التي تستخدم في تبليط وردم الطسات والعكر في حين ذكر البعض انه يعود لقلة المعدات والآليات لدى الجهات ذات العلاقة بالحرب على الطسات ، بينما يقول بعض المراقبين أن ضعف العزيمة والتلكؤ كانا وراء انتصار الطسات والعكر ، بينما يبرر البعض ممن يحارب الطسات والعكر انتصارها بسبب عوامل التعرية الطبيعية من مياه الامطار والرياح ! أما المبرر الأكثر تداولا” على ألسن أمانة العاصمة و مسؤولي محافظة بغداد فهو قلة أو انعدام التخصيصات المالية ؟ الا أن بعض المواطنين يقولون أن الطسات والعكر هي بفعل فاعل من قبل بعض دوائر الدولة التي تقوم بأعمال خدمية في الشوارع دون أن تقوم بردم أو تبليط الحفر التي تسببت بها . في حين يقول البعض أن هذه الطسات والعكر قامت بها جهات خارجية وداخلية لعرقلة العملية السياسية ؟ ؟؟ .

 

ومما لاشك فيه أن للمعركة مع الطسات والعكر لها ابعاد اقتصادية وأمنية ! فعلى الصعيد الاقتصادي تتسبب الطسات والعكر بالكثير من الخسائر والتضحيات في دبلات السيارات مما يستلزم تبديل طخم الصدر للسيارات المختلفة كل شهرين تقريبا” وهو أمر يثقل ميزانية محدودي الدخل ويلحق خسائر غير مبررة بسائقي التكسي ويعرقل وصول البضائع والسلع لمنافذ البيع والتصريف بأوقاتها المناسبة . أما من الناحية الامنية فان الطسات والعكر تتسبب بحوادث عديدة ينجم عنها اصابات بليغة تلحق بركاب السيارات تؤدي احيانا” كثيرة الى الوفاة ، لذلك فان خطورة الطسات والعكر وانعكاساتها الاقتصادية والامنية تتطلب المزيد من الجهود  والاموال وحشد العديد من الطاقات والآليات لمحاربتها والقضاء عليها بشكل يحقق انتصارا” واضحا” عليها … وهو حلم يبدوا صعب المنال في ظل الفساد الاداري والمالي الذي تعاني منه الدوائر ذات العلاقة . وكان الله في عون العاصمة بغداد وســـــكانها ..