لندن خارج الإتحاد الأوربي

 

 نجحت أصوات المعارضين لوجود بريطانيا في الإتحاد الأوربي وتمكنت هذه الأصوات من أن تحقق الغاية عبر التصويت لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي بنسبة 52  بالمئة  من المواطنين، وهو الأمر الذي يعني عمليا إن نجمة ستزال من علم الإتحاد الأوربي ، وهذه النجمة كبيرة جدا ستؤدي لتغيرات كبيرة أبرزها تشجيع دول أخرى تجد القوى المعارضة فيها رغبة بالخروج من هذا ألإتحاد وأبرزها هولندا وفرنسا خاصة وإن هنالك دعوات صريحة قبل هذا التصويت البريطاني على خروج أمستردام وباريس ،ونتائج التصويت البريطاني سيكون له تأثيرات كبيرة على صناعة رأي عام داخل هذين البلدين وغيرهما في المستقبل.

ومع هذا فإن هنالك نتائج ربما غير جيدة للخروج البريطاني هذا أبرزها زيادة تكلفة رحلات البريطانيين للخارج وأيضا يتوقع أن يكون هنالك ركود اقتصادي يتطلب تغيير الكثير من القوانين الاقتصادية أبرزها قوانين التجارة التي تتطلب الآن وبعد هذا التصويت أن تكون هنالك قوانين جديدة قد تؤدي في نهايتها لزيادة الأسعار ،وكذلك تعديل قوانين الهجرة .

بالتأكيد إن البريطانيين يدركون ذلك وهم الذين درسوا الموضوع من كافة الجوانب لدرجة إن الكثير منهم أعتبر يوم 23  حزيران هو يوم الاستقلال البريطاني عن أوربا ، إنهم يشعرون إن هذا الإتحاد قيدهم وجعلهم مسلوبي الإرادة وهو شعور موجود أيضا في دول أخرى أبرزها هولنده وفرنسا كما قلنا. خاصة وإن ردود الأفعال ألأولية في امستردام وباريس كانت مشجعة على إستنساخ التجربة البريطانية في الإستفتاء خاصة وإن حسم البريطانيين أمرهم سيؤدي كما أشرنا إلى تشجيع شعوب أخرى على إجراء الإستفتاء في دولها التي باتت الكثير منها تنظر لهذا الإتحاد على إنه عبء إقتصادي يتطلب منها دعم الكثير من الدول الفاشلة إقتصاديا كاليونان وغيرها دون أن تكون هنالك مردودات إيجابية في ظل التفاوت الإقتصادي الكبير بين دول الإتحاد التي تعاني بعضها أمراض إقتصادية مزمنة فيما تشهد الأخرى تطور ونمو إقتصادي متواصل. وبالتالي وجدنا الشعب البريطاني تعاملا بواقعية مع التصويت وإن كانت له تداعيات محلية لفترة معينة ولندن قادرة على تجاوزها ، إلا إن ذلك كما قلنا سيحرر بريطانيا من قيود الإرتباط بأوربا إقتصاديا وتجاريا من جهة ،ومن جهة ثانية سيسعى هذا التصويت في المستقبل لتفكيك هذا الإتحاد تدريجيا .