أخطبوطيو هذا الزمان من صحفيين وإعلاميين وفنانين ومثقفين وشعراء وكتاب و و و الخ ،  –  احترامي للاصلاء – لا يفرقون كعادتهم بين خبز القناعة وخبز الاستجداء لأن الأهم عندهم أن يأكلوا من كل الصحون ، بالأمس كانوا محسوبين على موائد صدام كتبوا له ومجدوه وكانوا بمدحه ينتفشون كديكة باب المعظم ، واليوم عادوا بذات الوجوه يتحلقون حول موائد فؤاد معصوم ونوري المالكي وحيدر العبادي وسليم الجبوري وعمار الحكيم وموائد الموسوي  والهميم  وموائد أعضاء البرلمان ورؤساء الهيئات والمجالس في المحافظات والمحافظين  وموائد الخفاء والعلن –  مع احترامي للذين مر ذكر أسمائهم  –  ، إنقلبوا على صدام الذي ألهوه حتى إذا غمزتهم ، قالوا وما لنا .. نحن نركض وراء اللقمة ،- أي الدينار –  وأية لقمة هذه التي يبحثون عنها ، إنها لقمة الذل ، لقمة التسول ، لماذا لأن المسؤول الذي تصفق له اليوم يحتقرك في قرارة نفسه لأنه لا يثق بك ولسان حاله : كما صفقت لصدام وتخليت عنه ستتخلى عني ، ولكنه يعطيك عطاء الذليل .

المناصب موائد حين يتولاها من هو غير جدير بها، ولذلك تمتلئ بالجحوين نسبة إلى جحا بل وجحويو هذا الزمن أكثر دناءة من جحا الأيام الماضية لأنهم أدعياء ينتهزون الفرص ويلطمون في كل عزاء همهم أفواههم وبطونهم .

 الأخطبوطيون صاروا يديرون قنوات فضائية ومؤسسات صحفية وإعلامية وثقافية ، وصاروا ذوي تاريخ لا يقاربه تاريخ هيكل ونسوا ماضيهم كسماسرة لهذا المسؤول أو ذاك زمن صدام ، كانوا ينظرون لصدام واليوم أصبحوا ينظرون لمناصب جديدة نالوها ثمناً لتغيير جلودهم .. ليسوا سعداء كما يظنوا لأن صغير النفس لا يكبر والمصفقون لهم سيلعنوهم حينما يتركوا مناصبهم ، والقنوات الفضائية التي يديرونها ويحتفون بها بذوات القدود الناعمة التي صرن نجمات وإعلاميات هي فقاعات في هذا الزمن الردىء الذي أضحى ميداناً لذوي العاهات كما سماهم المرحوم العقاد ، وأخطبوطيو هذا الزمن هم ذوو العاهات الذين تسلقوا وانتشروا في كل مفاصل هذه الدولة المبتلاة  بهم وبأمثالهم .

 

السؤال : إلى أي درك وصلنا؟