الوطن |
بلادي وان جارت علي عزيزة وقومي وان شحوا علي كرام الوطن هذه الكلمة السحرية المقدسة عند معظم شعوب العالم… بل عند كل شعب تكون وتجمع والتصق ببقعة ارض عايش عليها… وارتبط بترابها مصيريا وحياة… أصبحت له وطن.. فالوطن هو ليس كلمة متكونة من ثلاثة حروف أو مجرد ارضاً نسكن ونعيش عليها ونأكل ونشرب من خيراتها!! الوطن: هو اكبر وأعظم من كل ذلك.. لان الوطن يعني الأرض المقدسة العزيزة وما تحويه من مفردات قدسية ومن سماء.. ومياه… يعني الإنسانية.. البشر.. انه يعني لغة وارض وعادات وتقاليد وتاريخاً مشتركاً.. الوطن يعني التاريخ وعمقه.. يعني الحضارات التي سادت ومرت به.. وما أفرزته وما حوته من قوانين وكنوز البناء والمعرفة..وما خلفته من تراث شامخ وعبق وعظمة اختراع الحرف … وما أنجبته من ملوك وحكام وقادة … وأنبياء ورسل ومراقد أولياء الله وصالحين وفلاسفة وعلماء وفقهاء ورجال قضاء كل هؤلاء ولدوا.. أو عاشوا.. أو مروا من على هذه الأرض (الوطن) التي تعفرت تربتها بأريج وشذى عطر أرواحهم وأنفاسهم الطاهرة.. وبدماء من أعطى روحه الطاهرة شهيدا على أديم وتراب أرضها المقدسة.. أو من الذين كرسوا وأعطوا أفكارهم وعلمهم لهذا البلد والشعب من قيم الحياة وديمومتها.. من الذين شربوا وارتوامن مياه دجلة الخير.. وفراتها العذب.. وممن اغتسلوا.. أو توضأوا فيهما.. وممن استنشقوا هواء العراق العليل عبر كل هذه الحضارات.. منذ فجر التاريخ الذي سطر عبر سفره ببناء.. أروع وأعظم واقوى الحضارات التي سادت وحكمت وادي الرافدين عبر العصور وكتبت وسنت أروع الأنظمة والقوانين في تاريخ البشرية التي أصبحت ومازالت في تاريخ الشعوب منارة وشعلة في إنارة طريق البشرية منذ توارد الحضارات التي سادت وحكمت ارض مابين النهرين: الحضارة السومرية والحضارة الاشورية والحضارة البابلية والحضارة الاكدية.. التي وضعت وتركت بصماتها على عمق وصفحات مسيرة التاريخ لتبقى رسالات عبقة خالدة ودروسا للحضارات القادمة وأجيالها التي حملت وتحملت أمانة تلك الرسالات المقدسة التي أصبحت نور وعلم وكنوز للإنسانية والإنسان.. وقد حملها بكل أمانة وإخلاص ووفاء وشرف الإنسان العراقي الصبور البطل على أعناقه حتى فجر الإسلام وشمسه الساطعة التي أنارت بالهدى والحق والعدالة طريق البشرية وملأت الأرض عدلا وسلاما وحتى الآن.. وبالرغم مما مر علينا كشعب وعلى وطننا من نكبات وويلات وماس وحروب وغزوات واحتلال مقيت وعملاء للأجنبي تلاعبوا بمصيرنا وحكمنا إلى يومنا هذا.. بقي شعبنا العظيم بوحدته الوطنية وتضحياته الشجاعة وإيمانه المطلق بعدالة قضيته ملتصقا ومدافعا بكل إيمان وصدق ونكران ذات وإخلاص ووفاء عن وجوده وأرضه وعرضه ووطنه.. ولحماية والدفاع عن الوطن العزيز.. العراق العظيم وهو يصارع أعداء الحياة والبناء والحرية ويقاوم ويناضل قوى الشر والظلام من عصابات داعش المجرمة ومن لف لفهم من العملاء والخونة من أعداء الحرية والسلام والمحتلين الغزاة.. بجهاده وصبره وتضحياته ضد الأعداء من كل صنف ولون.. ويبني بسواعد أبنائه البررة وطنه.. وحضارته وإنسانه الجديد.. كرسالة إنسانية ووطنية يحملها على عاتقه ويسلمها من جيل إلى جيل آخر كما يسلم المقاتل الراية عندما يسقط شهيدا إلى مقاتل آخر.. وهكذا هي مسيرة وإرادة الشعب إذا أراد الحياة الحرة الكريمة ومعنى الوطن وحب الوطن أن تكون منعما بالسيادة والاستقلال التامين ومن اجل أن يبقى الوطن هو الوطن سالما ومعافى فوق كل شيء وقبل كل شيء وأغلى وأثمن من كل شيء انه هو الوطن العزيز الغالي هو العراق العظيم. وتتكون له دولة وتتـــــــــأسس حكومة ويشكل مجلس شعب (نواب) ويسن دســـــــــــتور وعلم (راية) وقوات مسلحة (أي جيش) وامن وشرطة تحـــــميه وتحرسه من كل عدو وطامع ومؤسسات حكوميه ومدنية من اجـــــل أن تكون الحكومة وكل هذه المؤسسات بحق وحقيقة في خدمة الشعب والوطــن وشعبه الصابر الكريم وليس كما قال الشاعر الخالد الكبير معروف الرصافي: عبيد للأجانب هم ولكن على أبناء جلدتهم اسود
|